يزعم أردوغان أن قواته المحتلة ستواصل البقاء في سورية، وقد تسعى للتوغل أكثر.. هذا ما قاله أردوغان في لحظة انفصال عن الواقع، أو ربما في لحظة ارتفاع منسوب جنون العظمة لديه، ليعري نفسه بنفسه، وليكشف عوراته السياسية والدبلوماسية وحتى الميدانية، فهل يعي ما يقول حقاً؟!.
قرصان النفط والغاز نسي على ما يبدو أن هذا البقاء الذي يتبجح به ليس سوى وجود غير شرعي، وأن قواته لا تعدو عن كونها قوات احتلال، ستخرج حكماً، إن لم يكن بمشيئتها، فرغم أنفها.
بل إن لص معامل حلب تابع التحليق بأطماعه بعيداً، فالمزيد من احتلال الأراضي السورية ونهبها، ومحاولة تتريكها، وتهجير سكانها منها، والتوغل أكثر على رأس أجنداته العثمانية العدوانية، متناسياً أن بواسل الجيش العربي السوري بالمرصاد حتماً لكل تحركاته، وتنقلات قواته الغازية، وأيضاً لإرهابييه المأجورين، وسيردون كيده إلى نحره لا محال.
سلطان الخيبة والعار أقرَّ بأن العالم بأسره يعرف ماذا تفعل القوات التركية في سورية، فهذه القوات الغازية ومنذ اللحظة الأولى لدخولها غير الشرعي إلى الأراضي السورية، جندت إرهابيين تكفيريين من دواعش ونصرة، ومن هم على شاكلتهم، وعملت على حمايتهم قدر المستطاع، وجعلتهم بيادقها في الميدان، تدفع لهم مقابل قتلهم للسوريين، وأيضاً مقابل نهبهم للنفط والآثار والمعامل السورية، وربما الأهم ليكونوا سلاحها القذر، ولشحنهم إلى أي مكان ترنو إليه أنظار أردوغان الاستعمارية، فرئيس النظام التركي وارهابييه في الشمال السوري وجهان لعملة إرهابية دموية واحدة.
ناكث اتفاقات سوتشي، وفي لفتة كوميدية ساخرة تابع استعراض عضلاته الإعلامية الجوفاء، وادعى إصراره على تسخير كل الإمكانات السياسية والدبلوماسية والقوة العسكرية في ملفات سورية والمتوسط وليبيا، ولكن دون أن يخبرنا كيف، بالاحتلال، أم باللصوصية الممنهجة، أم بالاستثمار في الإرهاب؟!، وعن أي كياسة سياسية، أو لياقة دبلوماسية، أو قوة عسكرية يهذي، وهو من جرب عشرات وربما مئات المرات، والنتيجة دائماً مراوحته في المكان والمزيد من الهزيمة والانكسار.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 22 – 1 – 2020
رقم العدد : 17174