الفلاح الخاسر الأكبر.. ارتفاع تكاليف الإنتاج انعكس سلباً على أسعار المنتجات الزراعية

 

أكد المهندس عبد الرحمن قرنفلة الخبير في الشأن الزراعي أن الأسواق المحلية شهدت ارتفاعا في أسعار السلع والخدمات بشكل عام، وفي أسعار الغذاء بشكل خاص، لتتناسب بذلك حدة الارتفاع طرداً مع حجم الطلب على السلعة أو الخدمة، خاصة في ظل العقوبات الاقتصادية الجائرة على سورية ولا سيما أن الحرب الظالمة كان هدفها تهديد حالة الأمن الغذائي في البلاد، وهذا الأمر ـ بحسب قرنفلة ـ يتطلب دعم جهود الفلاحين لزيادة الإنتاجية الزراعية بما يساهم في إعادة وتعزيز الاستقرار في أسواق الغذاء .
السماسرة يتحكّمون بالأسعار
وأوضح أن المداخيل الزراعية سجّلت مستويات قياسية خلال النصف الثاني من عام 2019 وكانون ثاني 2020، إلا أن تكاليف المدخلات المرتفعة «الأسمدة ، الطاقة ، العبوات ، العمالة ، النقل» أبعدت الفلاحين عن حصاد أي أرباح كانوا يأملون في جنيها، مبيناً أن تجار الجملة والتجزئة والسماسرة أصبحوا يتحكّمون بأسواق الفواكه والخضروات وكثير من الحبوب والبقوليات والألبان ومشتقات الحليب وغيرها، لينتهي الفلاحون المنتجون بمشترٍ واحد «تاجر أو سمسار سوق الهال»، يتحكّم بهم وبتكاليفهم في ظل هذه الظروف، مشيراً إلى أن الارتفاع في أسعار الخضار والفواكه والسلع الزراعية كان ذا أهمية خاصة، لأنه جاء بعد سنوات من الانخفاض الحقيقي في أسعار المنتجات الزراعية الرئيسية في السوق المحلية إلى دون حد التكلفة، متأثرة بتغيّر النظم الغذائية التي فرضتها ظروف الأزمة، وتوقف الصادرات.
تشوّهات
وأضاف إن الوقائع أكدت مدى الصعوبة التي واجهها المزارعون العاملون في الأسواق غير الفعّالة «كمناطق سيطرة المجموعات الارهابية المسلحة»، لجهة الاستجابة أمام ارتفاع أسعار السلع الزراعية خاصة أن هؤلاء المزارعين لا يملكون وسائل «الأمان، البذور والأسمدة، الوصول إلى الأسواق ، البنية التحتية) لزيادة الإنتاج.
من جهتهم وجد المزارعون الصغار الذين ينتجون منتجات عالية القيمة للأسواق التصديرية أنفسهم معرضين بدرجة كبيرة للتراجع الاقتصادي، مبيناً أن هؤلاء المزارعين هم عادة آخر من يعلم بتغيّر الظرف الاقتصادي في سلسلة القيمة «كتوقف التصدير فجأة وتقلص الطلبات على منتجاتهم» ما يضطرهم إلى خفض أسعار مبيع سلعهم ويجبرهم على تقليص المساحات المزروعة، مشيراً إلى أن زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة أكثر تعقيداً في ظروف عدم استقرار الأسواق وإغلاق المنافذ التصديرية، مشيراً إلى أن التشوهات في سوق السلع والمنتجات الزراعية استدعت في بعض الأحيان تدخّل الجهات المعنية في أوقات انخفاض أسعار منتجات الفلاحين لدعمهم .
وأوضح أننا نتجه إلى فترة من التقلبات الكبيرة في أسعار المنتجات الزراعية والمواد الغذائية، مشيراً إلى أن قدرة الفلاحين تتوقف على الاستفادة من ارتفاع أسعار تلك المنتجات على كفاءة الأسواق، ولذلك لا بدّ من تركيز الجهات المعنية الاهتمام على الأعمال غير المكتملة للتنمية الريفية وتحسين البنية التحتية وتوفير القروض الميسرة وتأمين مدخلات الإنتاج ومعلومات السوق، وتشكيل لجان تسويق محاصيل المنتجين الزراعيين من بين المزارعين أنفسهم.
دمشق – وفاء فرج

التاريخ: الأربعاء 29 – 1 – 2020
رقم العدد : 17180

 

آخر الأخبار
استنفار خدمي وتنظيمي محافظة دمشق في قلب الحدث: جهود متواصلة لإنجاح معرض دمشق الدولي المسح السمعي لحديثي الولادة إجراء آمن وبسيط يضمن التطور الطبيعي للطفل "مالية حلب" تسعى لتفعيل الاتصال الرقمي الآمن في مديريات المال بالمحافظة الجزرية.. حلوى تنفرّد بصناعتها اللاذقية بين الغياب والحاجة وتفاقم المشكلات.. الفئات الهشة خارج دائرة الحماية الاجتماعية بين الضرورة والمخاطرة.. السيد عمر لـ"لثورة": استبدال العملة مرتبط بتوفر الظروف الموسم الدراسي على الأبواب.. كيف يواجه أهالي حلب تحدي المستلزمات المدرسية؟ دمشق مدينة اختصرت العالم.. طلال العقيلي: المحافظة على هوية المدينة وتحديد أولويات الاستثمار الطفل المعجزة ساري عزام.. عبقرية تحتاج دعماً ورعاية يقرأ الأبجديات واللغات الحديثة والقديمة.. ويجمع... اقتصاد يتنفس من جديد.. المعرض يعزز الثقة بقدرة سوريا على النهوض بين الإرادة والعمل.. نشاط تعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة معرض تعليمي بحلب لتعزيز التواصل بين المؤسسات التربوية والأهالي بطالة حلب ليست رقماً.. بل واقع لشباب فقدوا الثقة في كل شيء من ركام الحرب إلى مفترق طرق اقتصادي.. هل يعود قلب الصناعة السوري للنبض؟ خبير اقتصادي لـ "الثورة': معرض دمشق الدولي بتوقيت سوريا الجديدة معرض دمشق الدولي .. حدث اقتصادي في ميادين السياسة تعاون سوري ـ تركي لتعزيز الاستثمارات سميح المعايطة: الشرع واقعي في إدارة الملفات الكبرى ويؤمن بمبدأ "سوريا أولاً" نديم قطيش يكشف ملامح رؤية الرئيس الشرع في الملفات الإقليمية والداخلية منظمة سورية أميركية تطالب الكونغرس بإنهاء العقوبات دعماً لحقوق السوريين