حصيلة العاجزين..!

 

لعل أدقّ وصفٍ يمكن أن يطلق على ردة فعل (الجامعة العربية) بخصوص الجريمة التي أقدم عليها الرئيس الأميركي (صهيوني الهوى) دونالد ترامب، هو ما قاله حكيم العربية أبو الطيب المتنبي قبل ألف عام.. (يرى الجبناءُ أن العجزَ عقلٌ.. وتلك خديعةُ الطبعِ اللئيمِ)، فالعرب في حالتهم الراهنة شديدة الوهن هم أعجز من أن يتخذوا موقفاً مكافئاً للخطوة المجنونة التي أقدم عليها (أشقى الناس) أو الإتيان برد فعل يكون على مستوى تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني المظلوم الذي تنتظره أيام عصيبة جراء إعلان (صفقة القرن) الجريمة، وهم أعجز ما يكونون عن تحصيل حقّ مسلوب أو تحرير أرض مغتصبة أو ردّ عدوان غاشم.
فالجامعة العربية ليست كياناً يعول عليه في اتخاذ قرارات مصيرية تغيّر الواقع العربي المزري أو تؤسس لواقع عربي مشرف، ولا سيما أن هناك دولاً مطبعة علناً مع الكيان الغاصب ولها أدوار وظيفية تخدم المشروع الأميركي، وثمة دول أخرى تسير بخطا حثيثة نحو التطبيع وهي مستعدة لدفع كل التكاليف الباهظة المترتبة على الصفقة، في مقابل وجود دول محورية مؤثرة مثل سورية تم تغييبها قسراً عن الجامعة كي تمرّ هذه الصفقة ــ الجريمة مثلما مرّت جرائم كثيرة بحق العرب كغزو ليبيا والعدوان على اليمن.
واهمٌ من كان يتوقع من جامعة الذل والخذلان والتبعية أكثر مما صدر عنها بالأمس، فبيان (الإدانة) الهزيل الذي تلاه (أبو الغيط) ــ المعروف تاريخه التطبيعي ــ ربما أعدته إحدى السفارات الأميركية في المنطقة لحفظ ماء وجوه الأعراب المطبعين والمتنازلين عن قضايا شعوبهم وأمتهم، لحقنهم ببعض الشرعية الزائفة التي تطيل أعمار عروشهم وأنظمتهم المهترئة، حيث لا يمكن وصف ما جاء فيه سوى بالمهزلة، إذ ما قيمة التذكير بالمبادرة العربية الهزيلة التي داسها شارون بدباباته بعد ساعات من إعلانها؟.
يعلم القاصي والداني أن منطق القوة والغطرسة هو الذي يحرك الثنائي ترامب ــ نتنياهو ولا سبيل لإفشال مشروعهم العدواني سوى رفع راية المقاومة، فالمجد اليوم لمن يحمل السلاح في مواجهة العدوان، وليس لمن يخوض في وحول الذل والاستسلام..!.

عبد الحليم سعود
التاريخ: الاثنين 3-2-2020
الرقم: 17183

آخر الأخبار
قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي "تربية حلب" تواصل إجراءاتها الإدارية لاستكمال دمج معلمي الشمال محافظ إدلب يلتقي "قطر الخيرية" و"صندوق قطر للتنمية" في الدوحة "تجارة دمشق": قرار الاقتصاد لا يفرض التسعير على المنتجين