الملحق الثقافي:رجاء شعبان:
يا ثمالة الميدان:
ستبقى ذكراك
تمرُّ في الحارات
على المفارق
وتحت شجرة الزنزلخت
تظلّلنا بذكرى الصباحات..
والأنس في انتظار الحافلة اليومية
تُباسمني بِمَشْيَةِ الطاووس الموسيقية..
تجرّر أعباء ريشك
المزركش هموماً، حيناً
ومنكسراً بخطاك، كاليُتْم..
على أعتاب قسوة الزمن، أحيان
يا دمعة محرّمة
في عرف الشهادة الوطنية..
لن أذرفها!
سأراك كشمس تُطلّ
وكَضبابٍ يجتاح الأفق المرئي..
مُنجلياً في اللامرئي عنفوان
أحسّه.. وأراه
يُطمئنُ قلبي..
يهدهد روحي بألطاف الحنان
وسام..
وأنت الوسام على جباه الأيام
والخصب في تراب الأوطان
مغزل الشوق للحياة
المانحة لراياتها:
أبناءها الشجعان!
إلى لقاءٍ لا يغيب
إلى سريرٍ من حرائر الرحمان
سأسلّم لك دائماً
على أشياء صغيرة شاركْتُك فيها
نامت عميقاً في الوجدان
كالتشرّد في الطرقات
وكالتعب في مطاردة كرامة الحياة
وكالنحت في صخور الأوقات
بحثاً عن كنزِ استهزاءٍ من الممات
سأراك تجهد في كل ركنٍ ومكان
في المطاعم والحدائق والأفران
في المباني التي لم تكتمل
في المطابع.. في الزحام
وتحت الجسر..
ننتظر الباص وتتكسّر عظامنا..
وتتفرّق دروبنا.. ولم يأتِ!
في الخربشة
على أسطر الأحلام
سأمتنّك دائماً..
فقد علّمتني:
أن أتذوّق سعادة الوجود
بأشياءٍ صغيرة
«كأقراص الفلافل»
ستتخلّد إدلب الخضراء
باسمك..
وعطر عيونك البندقية السمراء
علَّ أشجارها تسجد بأبديّة..
تقبّل ذكرى جباهكم المحفّرة
بالشوك والرصاص!
سأظلّ أصرخ كما أنا:
أطْفِئ السيجارة يا وسام!
بعد انطفاء سجائر الأوهام
فإلى ما يليق بك من مقام
إلى عالمٍ بلا دخان
إلى عيونِ حُورٍ، حِسان
إلى.. لا شقاء
ولا انتظار ذلّ حافلة!
إلى السكينة والرضا والسلام
«إلى روح الشهيد وسام عباس»
التاريخ: الثلاثاء4-2-2020
رقم العدد : 985