ثورة أون لاين – أحمد حمادة:
ما أن حرر الجيش العربي السوري معرة النعمان واتجه نحو سراقب، وشارف على تحرير طريق حلب دمشق الدولي، وقطع خطوط إمداد الإرهابيين بين سراقب وأريحا، حتى انتقلت قوتا العدوان الأميركية الإسرائيلية إلى مستوى آخر من الحرب هو العدوان المباشر من جهة ومحاولة ضرب البنية الاقتصادية للدولة السورية من جهة.
فقد أوعزت واشنطن للكيان الإسرائيلي بشن عدوان مباشر عبى مواقعنا العسكرية، ولإرهابييها، وربما لقاعدتها غير الشرعية في التنف، لمهاجمة بعض محطات ومعامل الغاز عبر طائراتها وطائرات إرهابييها المسيرة، ومحاولة تدمير مصفاة حمص، لخنق السوريين وزيادة معاناتهم ومحاصرتهم أكثر عبر ضربات الإرهاب من الداخل وما سمي قانون (سيزر أو قيصر) من الخارج.
ولم تتوقف سياسات واشنطن العدوانية عند هذا الحد بل أوعزت للنظام التركي كي يصعد من جرائم إرهابييه في الشمال من ناحية والانقلاب على تفاهمات سوتشي وآستنة من ناحية، رغم أنه لم ينفذ حرفاً واحداً من بنودها منذ سنوات وحتى اليوم.
وفي مستوى آخر من الحرب التضليلية بدأت ماكينة إعلام النظامين الأميركي والتركي وبقية إعلام أقطاب منظومة العدوان تروج أيضاً لمسرحية كيماوية قادمة في إدلب، بعد أن أوعزوا لمنظمة الخوذ البيضاء الإرهابية لتحضيرها والقيام بها، لاتهام الحكومة السورية بتنفيذها من أجل عرقلة تقدم الجيش العربي السوري في الشمال أو من أجل القيام بعدوان جديد استناداً إلى هذه الذريعة الملفقة.
لكن الذي فات أردوغان وترامب ونتنياهو وبقية حكام منظومة العدوان على سورية أنهم لم يسألوا أنفسهم: أين باتت مخططاتهم الواهية حول المنطقة الآمنة المزعومة؟ وأين باتت مشاريعهم اليوم بعد تحرير الجيش العربي السوري لمعظم الجغرافيا السورية في الشمال والجزيرة وتصميمه على دك فلول الإرهاب وقوى الغزو والاحتلال وطردها من الأراضي السورية بشكل نهائي؟! فلو أجابوا أنفسهم عن هذه الحقائق لأدركوا أن مسرحياتهم الكيماوية ومحاولة ضرب الاقتصاد والعدوان المباشر وغيرها من مستويات الحرب ستذهب سدى كسابقاتها، ولن يمر من هنا سوى انتصار السوريين.