‎اتجاه واحد

 يتقدم الجيش العربي السوري في إدلب وريف حلب بسرعة غير مسبوقة محققاً المزيد من الانتصارات والإنجازات الموعودة، ويتم تنظيف تلك الأراضي الطاهرة من دنس الإرهابيين وأجهزة الاستخبارات الأردوغانية، وتندحر المجموعات الإرهابية المسلحة بأبشع حال فيما ترتفع عقيرة أردوغان ومن خلفه الغرب الاستعماري للمطالبة بهدنة ووقف لإطلاق النار في أسلوب عمل المعتدون على اعتماده في كل مرة كان الجيش العربي السوري يبدأ عملية عسكرية لاسترجاع مناطق جديدة من الإرهابيين، فهل يستطيعون اليوم تحقيق أهدافهم العدوانية في الحفاظ على أرواح الإرهابيين وإنقاذهم من مصيرهم المحتوم؟
‎لا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها الاتحاد الأوروبي وتركيا بشكل خاص تسعى لوقف للقتال بذريعة وجود مدنيين يحتاجون حماية دولية، وأن تركيا تقدم نفسها كضامن لأولئك المدنيين، وهي هنا ستبدي من جديد استعدادها لتنفيذ تفاهمات آستنة واتفاقيات سوتشي في فصل المجموعات الإرهابية المسلحة عن المدنيين علها تكسب المزيد من الوقت لإعادة تجميع قوات الإرهابيين المندحرة والاستعداد لتنفيذ خطة جديدة.
‎لقد اعتاد أردوغان على لعب طريقة واحدة في مشروعه العثماني العدواني على سورية وهي توقيع اتفاق شكلي يتعهد من خلاله محاربة الإرهاب فيما يعمل على إعادة تشكيل المجموعات الإرهابية المسلحة في تنظيمات مستحدثة ليمضي في المشروع ذاته، وهو قد حصل على الكثير من الفرص مستفيداً من الموقف السوري الوطني الملتزم بالمحافظة على الاستقرار والحرص على كل قطرة دم سورية ما أمكن، وقد كانت التفاهمات السابقة جميعها تدخل ضمن هذا المفهوم، وكانت سورية تلتزم بها كلياً فيما الرد الإرهابي والتركي كان دائماً يمثل خروقات وعدم التزام بجميع تلك التعهدات.
‎ومع هذه الحال فإن تلك الألاعيب لم تعد مجدية ولم تعد التعهدات التركية مقنعة أبداً ، ولم يبق أمام الجيش العربي السوري إلا المضي في مسيرة تطهير الأراضي السورية من دنس الإرهابيين بقوة السلاح الذي يمثل الأسلوب الوحيد الذي تفهمه تركيا وتتعامل معه.
‎لقد كانت الأيام القليلة الماضية كفيلة بتقديم دليل إضافي بأن ما من قوة مهما كانت قادرة على إيقاف الزحف المقدس وما من أسلوب سياسي أو دبلوماسي يكفل التزاماً تركياً الأمر الذي يبقي المعركة مفتوحة على اتجاه واحد ووحيد وهو المضي في تنفيذ الجيش العربي السوري الباسل لمهمته المقدسة في القضاء على الإرهاب والإرهابيين واستئصال وجودهم كلياً من كامل الأراضي السورية وتطهيرها من أي وجود أجنبي سواء كان إرهاباً أم غزواً، القوات الأجنبية استغلت حكوماتها الظروف والمتغيرات الدولية والإقليمية والعربية لتحقيق أهداف استعمارية وصهيونية لم تغب يوماً عن عوامل الصراع.
‎المهمة المقدسة للجيش العربي السوري الباسل مدعومة بعزيمة صادقة وقوية لم تهن ولم تضعف، بل اشتدت وقويت وثبتت أمام كل الضغوط الإرهابية والعسكرية والسياسية والاقتصادية، ويقدم السوريون كل لحظة براهين للعالم كله بأنهم ماضون في محاربة الإرهاب مهما تعاظمت الضغوط والعقوبات وأن تحرير كل الاراضي السورية مسألة وقت لا أكثر

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 10-2-2020
الرقم: 17189

آخر الأخبار
رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً تطوير البنية التحتية الرقمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تمثال الشهداء..  من ساحة سعد الله إلى جدل المنصّات.. ماذا جرى؟  الفرق النسائية الجوالة .. دور حيوي في رفع الوعي الصحي داخل المخيمات إجراءات لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في بلدة حلا مفاعيل قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة على سوق البيع باللاذقية  الاستثمار في الشركات الناشئة بشروط جاذبة للمستثمر المحلي والدولي  سوريا.. هوية جديدة تعكس قيمها وغناها التاريخي والحضاري الهوية البصرية للدولة.. وجه الوطن الذي نراه ونحسّه  تطبيق "شام كاش" يحذر مستخدميه من الشائعات تأهيل مدرسة "يحيى الغنطاوي" في حي بابا عمرو أهال من جبلة لـ"الثورة": افتتاح المجمع الحكومي عودة مبشرة لشريان الخدمات فتح باب الاكتتاب على مقاسم جديدة في حسياء الصناعية  تعزيز مهارات الفرق الطبية في حمص "اقتصاد سوريا الأزرق" ..  مقدرات وفرص خام تقدم نفسها وتفرض التحول في الذهنية  النباتات البحرية "الطحالب".. ثروة منسية واقتصاد خارج الاستثمار ألمانيا: اتصالات مع دمشق لإعادة مجرمي  الحرب أيام النظام المخلوع  "اقتصاد سوريا الأزرق" .. مقدرات وفرص خام تقدم نفسها وتفرض التحول في الذهنية تسديد المتأخرات إنجاز يمهد الطريق نحو المؤسسات الدولية اليابان.. على مسار الدعم الدولي لإعادة تعافي سوريا