«الرياضة واللعب والنوم» حاجات للطفل في مشـروع تفاعلي صحي نموذجي بالمدارس

ثورة أون لاين – طرطوس – لجينة سلامة:

الرياضة واللعب والنوم … مفردات ترتبط ارتباطا وثيقا بعالم الطفولة لم توضع صدفة أو جزافا أو محاولة لفك لغز أو لحل مسألة مستعصية ..مفردات كبيرة بحجم أهمية هذا العالم الخاص بفئة إن أحسن التعامل معها وإغناءها بالعلم والمعرفة والقيم والعادات الصحيحة في بيئة صحية سليمة آمنة كانت النتيجة جيلا واعيا ناضجا قادرا على مواجهة مستجدات الظروف وصعوبات الحياة على اختلاف شدتها . مفردات لطالما ارتبطت فيما مضى من سنوات الرخاء والراحة والاستقرار عند السوريين التي افتقدها الأطفال لسنوات خلت مع بداية الحرب العدوانية المدمرة على سورية التي جاءت على البشر قبل الحجر، وقبل ذلك كله سرقت ضحكات الطفولة وحرمت أبناءها من أبسط حقوقهم في الحياة وهي اللعب والرياضة والنوم إلى جانب نشاطاتهم الدراسية التي حاولت (داعش ) وأخواتها أن تثني من عزيمتهم،لكنهم وبفضل حبهم للمدرسة والحياة وبمساندة المعلمين والأهالي كانوا ومازالوا نور المستقبل والأمل الكبير لإعادة إعمار سورية من جديد لأنها لهم .

مدرسة الخنساء


من هذا الباب باب حقوق الطفل ورعايته ومن أجل الطفولة كان المشروع الصحي النموذجي بعنوان ( الرياضة واللعب والنوم) الذي قدمته فرقة الصف الرابع منذ أيام في مدرسة الخنساء في مدينة طرطوس ، من تنفيذ المعلمة عبير مبارك وإشراف الموجهة التربوية نهاد حسين ومشرفة الوحدة هدى علي يوسف ..وعن اختيارها لهذا العنوان أوضحت المعلمة عبير مبارك قائلة : هذا المشروع من أجل الطفولة عموما ومن أجل أطفال بلدي خصوصا ومن أجل تلاميذي الأعزاء،فاللعب والنوم والرياضة من أبسط الحقوق وأهم الحاجات الأساسية التي يجب أن يحصل عليها كل طفل . وتوضح مبارك أنه في الآونة الأخيرة حرم منها الكثير من الأطفال لأسباب قد تكون صحية أو نفسية أو أسرية أومادية كما أردنا أن نلقي الضوء على الأطفال الذين حرموا من هذه الحقوق في سنوات الحرب والدمار والخراب،وتم التركيز أيضا على أننا- نحن المعلمين والمعلمات -بجانب الأطفال لنتعلم منهم ونعلمهم كيف يحصلون على هذه الحقوق ويستمتعون بممارستها خاصة أن للطفل إمكانيات وقدرات لا يستهان بها،لهذا علينا العمل جادين لرعايتها وتشجيعها ومنحها الثقة والاهتمام لتعطي النتائج المرجوة . وتتابع اعتمدت خطة العمل في المشروع على توزيع تلاميذ الصف الرابع إلى أربع مجموعات عين لكل مجموعة عريف ونائب، تشرح كل مجموعة دورها ومهامها في تنفيذ المشروع ،وهي كالتالي :المجموعة الأولى المعرفية مهمتها تقديم المعلومات الخاصة بالمشروع مع الوسائل الداعمة للمعلومات،وبعدها تقدم مسرح عرائس عن أهمية النوم ،أما المجموعة الثانية فهي إحصائية مهمتها تقديم معلومات عددية إحصائية حول الرياضة والنوم واللعب ،ثم يتم طرح سؤال من قبل تلميذ على أصدقائه عن العين الساهرة التي لا تنام ،وهي أعين رجال الجيش العربي السوري التي تبقى ساهرة على راحة أمن وأمان الوطن ،بينما المجموعة الثالثة الإنتاجية مهمتها عرض الوسائل من لوحات ورسومات ومجسمات تخص المشروع،بعدها تقدم مسرحية عن حق التلميذ في اللعب . أما المجموعة الرابعة الإعلامية فتقوم بنشر وسائل ولوحات المجموعة الثالثة في أرجاء قاعة المنهج الصحي ،ثم تعرض الزيارة الميدانية التي قامت بها الفرقة إلى نقابة المعلمين برفقة الكابتن علي مبارك مدرب ناد رياضي، وطرح بعض الأسئلة عليه ،وفي التقويم يتم استخدام بطاقات ملونة لحل أسئلة مطروحة تتعلق بعنوان المشروع،يلي ذلك عرض صورة لطفل نائم في الشارع وقد حرم من أبسط الحقوق التي أشار إليها المشروع، ويسأل التلاميذ عن حل لمشكلته . وأيضا تطرح مشكلة عند تلميذ ويتعاون الجميع لحلها باستخدام استراتيجية القبعات الست . أما الختام فيكون بتوجيه رسالة من تلميذ يرتدي لباس الجيش العربي لسوري يقول فيها :»هذه رسالة لكل تلميذ عربي سوري أنتم سوف تحملون الأمانة من بعدنا ،فمارسوا حقوقكم كاملة باللعب والرياضة والنوم والتعلم لتكونوا ذوي شخصيات قوية متماسكة ،ولتعلموا أن النوم مفيد ولكن السهر مفيد أيضا عندما يكون في سبيل راحة الوطن، وان الرياضة ممتعة لكنها تكون أكثر متعة عندما تكون على تراب الوطن ،وأن الشعب إذا أراد الحياة لا بد أن يستجيب القدر».

تربية صحية مستدامة

وعن سبب نجاح هذا المشروع توضح الموجهة التربوية في مديرية تربية طرطوس نهاد حسين أن هذا يعود إلى إمكانيات المعلمة ورغبتها الصادقة والجادة في العمل ،بالإضافة إلى كونها معلمة طموحة ومثابرة وعلى علاقة وثيقة بتلاميذها ،ولديها من الحماس ما يجعلها تتخطى أي صعوبات أو تعثرات تطرأ أثناء التحضير للمشروع مثلها مثل باقي المعلمات في مدرسة الخنساء، وقد كان هذا النجاح ثمرة لجهد عمل جماعي بدءاً من إدارة المدرسة هدى يوسف مروراً بأمينة السر هالة الجمل ،والمرشدة الاجتماعية راوية شاكر وصولا إلى المعلمات في الاختصاصات كافة اللواتي كن يدا واحدة لإنجاح المشروع كغيره من المشاريع السابقة . وفيما يخص المشروع الصحي النموذجي تضيف السيدة حسين أن هكذا مشاريع يعتمد تنفيذها على أسلوب التعلم الذاتي والتعلم الجماعي بأسلوب تعاوني، وتنمي لدى التلاميذ مهارات البحث والاستقصاء ومهارة التواصل والتفاعل الراقي فيما بينهم وتعويدهم تحمل المسؤولية الفردية والجماعية لإنجاح عملهم وامتلاكهم مهارة التعبير الشفوي وبلغة فصحى، واحترام آراء بعضهم وإكسابهم مهارات عملية حياتية لتكون نمط حياة دائم مفعم بالصحة والقوة وصولا إلى تحقيق التربية الصحية المستدامة . وقد طبقت في تنفيذ المشروع طرائق التعلم النشط مثل استراتيجيات العمل التعاوني وطرائق التفكير الست وغيرها من الأساليب التعليمية التفاعلية . كما استوفى تنفيذ المشروع كل مستلزمات العمل من حيث الوسائل المناسبة وأساليب التقويم ودمج التقانة بالتعليم ،ولا ننسى غناه تقول الحسين بالقيم التربوية الصحية والقيم الوطنية المعبرة عن حب الوطن وقائده وجيشه الباسل . ويبقى الهدف الأسمى من تنفيذ مشاريع التربية الصحية بناء الطفل أو التلميذ بناء صحيا متوازناً من النواحي النفسية والاجتماعية والعقلية وغيرها من الجوانب الأخرى، والحصول على بيئة صحية نظيفة تعزز صحة الجميع .

من أجل طفولة سليمة

وأضافت الحسين أنه إذا كان هذا المشروع قد لاقى نجاحاً ملموساً وصدى طيباً عند المعنيين من أهل الخبرة و أولياء الأمور فإنني أعزو ذلك إلى نجاح المعلمة المنفذة في استثمار آثار الحرب المدمرة على البشر قبل الحجر في تفاصيل فقرات المشروع. حيث كان ذلك ضربا من الذكاء الذي استطاعت أن توظفه المعلمة لصالح أهداف المشروع وليس هدفا واحدا والذي يصب في بوتقة واحدة وهي غرس القيم الوطنية وتعزيز الصحة البدنية والنفسية ومواجهة الظروف بالاعتماد على الأخلاق والمبادئ الوطنية والاجتماعية واستنهاض الكامن من الطاقات والقدرات لدى الأطفال والتلاميذ وشحذها بالثقة والهمة والحماس لتفعيلها واستثمارها في المكان المناسب ،وهذا ما لمسناه في المشروع،فقد ركزت المعلمة المنفذة على قضية تربوية هامة استطاعت أن تستثمرها لصالح التلميذ قبل أي شخص أخر عندما خلقت في داخله نوعا من الصراع الداخلي تحدى فيه ذاته وإمكانياته فنجح في المهمة الموكلة إليه. وذلك لثقة المعلمة كما غيرها من المعلمات بأن الطفل طاقات كامنة علينا العمل لتفجيرها واستثمارها في المكان الأمثل لما يخدم التلميذ ويحسن من إمكانياته وتحصيله الدراسي أيضا . وللعلم فإن التلاميذ المشاركين في المشروع ليسوا كلهم من المتفوقين دراسياً كما اعتدنا على ذلك، بل إن البعض منهم صار لديه الرغبة اكبر في الدراسة والتفوق.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة