ثورة أون لاين -بشرى حاج معلا :
ترى ما هي العبرة في الحجم الهائل الذي تبعثره اصابع الزناد على حدود السماء …؟
ترى ما هو حجم الخسائر التي تكلفها للحكومة من جراء الاطلاق العشوائي …؟
كم هي كبيرة زفرات الأطفال وخوفهم عند سماع إطلاق النار وكأن الجبهات تشتعل..
ففي الوقت الذي بتنا فيه أحوج إلى تسلم زمام الوعي.. يتصدر في الواجهة أفرادا يتسلمون أسلحة مختلفة ويبعثرون بنيرانها بمناسبة أو غير مناسبة.. حتى بات جزءا من الاجرام الغير مباشر..
ولم تخل هذه المناسبات المتباينة من سقوط جرحى وقتلى، ويبقى القاتل مجهولاً، ولم تفلح المناشدات الكثيرة بعدم إطلاق النار.. طريقها إلى الحل …!
فما هي الطرق والوسائل التي تجعلنا نتكاثف يدا بيد لنضع الحد اللازم لتفشي هذا الوباء السرطاني المسمى “إطلاق النار أثناء تشييع الشهداء وغيره”؟
ماذا عمن يفقد عزيزا برصاصة ثقيلة اخترقت جسده وقطعت أحلامه؟
مظاهر انفلات مختلفة باتت تشكل عائقا أمام خلاصنا من كل اشكال الارهاب..
هل أصبحت أرواحنا رخيصة الى هذا الحد الذي يحجب أمام أعيننا التفكير بشكل عقلاني ومنطقي قبل أن نضغط على الزناد؟
أمثلة تتكرر في كل مرة دون أن نجد حلولا …!!
الأمثلة كثيرة تتكلم وتتألم..
حيان أسعد أب لأسرة مكونة من /ستة أفراد / أصيب بطلق ناري في الرأس أثناء تواجده مكان إطلاق النار في منطقة المشبكة في طرطوس أدت لشلل نصفي تحمل وحده تبعاته وبقي لمدة سنتين في الفراش دون أن يستطع أن يحرك ساكنا.. ويضيف بقوله: بعد المعالجة الفيزيائية المطولة استطعت تحريك يدي وبقيت قدمي حتى اللحظة عصية على التحريك حيث تأثرت الأعصاب وبقيت اتابع حياتي بإعاقة دائمة.. ولم يسأل عني أحد.. ولا يوجد معيل غيري.. ولدي شابين في الاحتياط الأول أصيب أثناء تصديه للعصابات الارهابية في حلب بطلق ناري في مفصل يده أدت الى انقطاع الاعصاب في يده وقمنا بإجراء عمل جراحي ليده حتى استطاع ان يحركها وعلى حسابنا الشخصي دون أن يعترف عليه أحد..
والكبير أيضا في الشرطة مهام خاصه بريف اللاذقية اصيب بقذيفة هاون ووقع من الطابق الثالث وانكسر أربع فقرات في ظهره والحمد لله تحسن بعد عناء طويل.. علما ان لا أحد قدم بالسؤال عنه.. وكل منهما قدم لديه نسبة عجز /25/% ومازال يتابع خدمته..
هذا مثال من أمثلة كثيرة تتصدر.. وأرقام ليست بصغيرة تفاقم عددها بمناسبة أو غير مناسبة.. وخير دليل ما تشهده محافظة طرطوس من مظاهر للإطلاق العشوائي أثناء تشييع الشهداء..
نتمنى تعاون كافة الجهات في تقديم الوعي وتقديم مبادرات لتلافي مشاكلها الكثيرة وأضرارها المميتة وتضافر جميع الجهود بدءا من فرع الشبيبة، الطلائع، رجال الدين، الحزب
كأن يصدر تعميم من الجهات المختصة خلال الاجتماعات للتوصية بالحل أو اجتماع مدراء المناطق وفق عملية نشر ثقافي توعوي للتقليص من حجم الظاهرة المنتشرة وتخفيف عبء الاطلاق الناري الذي يمكن أن يوجه بالشكل المطلوب وتوفيره كذخيرة على خطوط النار.. فيكون الاطلاق الناري فقط أثناء تشييع الشهيد من المشفى العسكري وإطلاق /21/ طلقة تعبر عن عظمة الشهيد والشهادة.. والرحمة كل الرحمة على جميع شهداء الوطن الغالي..