بناء الإنسان ..!

 

 مع استمرار معظم المنظمات الشعبية والنقابات المهنية بعقد مؤتمراتها الانتخابية وتجديد بعض كوادرها لقيادة العمل لمرحلة عمل جديدة يبدو الأمر مناسباً لطرح بعض التساؤلات والأفكار ولا سيما أن الحديث عن المنظمات والنقابات والتعويل على دورها يكتسب أهميته أولاً من كون وجود قيادات هذه المنظمات في مواقعها عن طريق الانتخاب والاقتراع، فهؤلاء يمثلون الطليعة الواعية التي تقود المنظمة وحراكها الشعبي وهي تتحمل الجزء الأكبر لتوجيه هذا الحراك وهندسة الحياة المدنية فيه، إضافة إلى أن للنقابات والمنظمات دوراً مهماً في توجيه البوصلة نحو حياة أفضل اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً إلا أن واقع الحال يعكس وجود بعض النشاطات التي تقوم بها تلك المنظمات لكنها لم تستطع حتى الآن ممارسة دور الرقابة على عمل المؤسسات المعنية ويقتصر دورها على المشاركة في هذه النشاطات بدلاً من الرقابة.المتتبع لعمل بعض المنظمات والنقابات يمكن أن يتساءل: هل تمكنت من مواكبة متطلبات الظروف المتجددة وهل استطاعت أن تعزز ثقة قواعدها وجماهيرها بها.؟ ولماذا يقتصر هذا التفاعل والتواصل والمناخ التفاعلي الحيوي على مرحلة الانتخابات فقط .واقع الحال يعكس وجود بعض المؤسسات والمنظمات النائمة وهي دائماً حبيسة المكاتب وأسيرة الروتين ولذلك فإن غيابها وعدم قيامها بأي دور مؤثر أفقدها ثقة المواطنين ونلاحظ أنه نتيجة الانفتاح المعلوماتي أصبح الناس يتوجهون إلى المنظمات والجمعيات الخاصة والمستقلة. فهل الخلل في الخيارات الانتخابية التي لا تزال في مجتمعنا تعاني العديد من نقاط الضعف وفي مقدمتها غياب ثقافة الانتخاب وقيود العلاقات الشخصية والمحسوبيات. أم أن المنظمات والنقابات التي تعاني من وجود فجوة كبيرة بينها وبين جمهورها تفتقر لبرامج العمل التي تواكب العصر؟. وفي كل الأحوال ثمة حاجة ملحة اليوم لتفعيل دور المنظمات والنقابات للإسهام في مرحلة الإعمار التي تبدأ ببناء الإنسان مروراً بالمبادرات النوعية في مختلف ميادين العمل والإنتاج وصولاً إلى تعزيز دور الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات.

يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 25-2-2020
الرقم: 17202

آخر الأخبار
ممر إنساني أم مشروع سياسي..؟ وزارة الأوقاف تبحث في إدلب استثمار الوقف في التعليم والتنمية تقرير أممي: داعش يستغل الانقسامات والفراغ الأمني في سوريا لإعادة تنظيم صفوفه تفقد واقع الخدمات المقدمة في معبر جديدة يابوس هل تصنع نُخباً تعليمية أم ترهق الطلاب؟..  مدارس المتفوقين تفتح أبوابها للعام الدراسي القادم عندما تستخدم "الممرات الإنسانية" لتمرير المشاريع الانفصالية ؟! محاذير استخدام الممرات الإنسانية في الحالة السورية المساعدات الإنسانية. بين سيادة الدولة ومخاطرالمسارات الموازية الاستثمار في الشباب.. بين الواقع والطموح د.عمر ديبان: حجر الأساس لإعادة بناء سوريا القوية  "حساب السوق لا ينطبق على الصندوق" تحديد أسعار المطاعم وتكثيف الرقابة الحل الأنجع "مجزرة الكيماوي".. الجرح النازف في أعماق الذاكرة .. المحامي زهير النحاس : محاسبة المجرمين ركيزة لبنا... إنارة الشوارع بجهود أهلية في الذيابية تعاونيات إنتاجية فلاحية بالتعاون مع المنظمات الدولية الفطر المحاري .. جدوى اقتصادية عالية..  تدريب السيدات بمصياف على زراعته المراكز الثقافية تفتقد أمزجة المثقفين..  تحولات الذائقة الثقافية أم هزالة الطرح..؟! عصام تيزيني لـ"الثورة": الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية تحسن واقع الصناعيين والمواطنين المناخ في سوريا .. تحديّات كبيرة على التنمية والأمن الغذائي  فايننشال تايمز: سوريا الجديدة في معركة تفكيك امبراطورية المخدرات التي خلّفها الأسد يفتح آفاقاً واسعة لفرص العمل.. استثمار "كارلتون دمشق".. يعكس أهمية التعاون العربي   الموفدون السوريون يطالبون بالعفو والعودة عبر "الثورة".. والوزارة ترد