القمصان البيضاء

 

 لا يعبر المظهر الأنيق للشخص عن ليونة وحسن في التعامل، ولنا في فساد أصحاب الياقات البيضاء خير مثال، وفي كثير من الأحيان كان سواهم أكثر رحمة، ولذلك يجب الإعداد لمواجهة أصحاب القمصان البيضاء ولا بد من حشد كافة الشرائح في هذه المواجهة.
عندما تعلن دولة العقوبات الاقتصادية على دولة أخرى تكون قد سخّرت جيشا من الخبراء ومراكز الدراسات والأبحاث لتحديد شكل العقوبات ومراحلها والأطراف المعنية والمستهدفة، وعليه فعلى الدولة المُستهدفة أن تواجه هذه العقوبات بجيش من الاقتصاديين والخبراء والفنيين وعليها حشد كافة القطاعات الشعبية لهذه المواجهة.
الحرب الاقتصادية أكثر خطرا من الحرب العسكرية لأنها تهدد المجتمع بكامله وتطول كل فرد فيه ولذلك يجب تشكيل فرق وإحداث مراكز أبحاث ومتابعة ورصد، لوضع ركائز التفاف على العقوبات ووضع سيناريوهات لمواجهة تطور العقوبات، فالعقوبات لها أشكال دبلوماسية وتجارية ومالية ولذلك هناك ضرورة لتشكيل مراكز أبحاث وربطها يبعضها لاستخلاص الحلول وإعداد خطط اقتصادية وثقافية وإعلامية ومالية للمواجهة.
كل ما نراه في مواجهتنا للعقوبات الاقتصادية التي تتعرض لها سورية لا يعدو عن كونه لجاناً صغيرة غير متكاملة وغير مكتفية الخبرات تلاحق خطوات العقوبات للبحث عن مخارج سريعة سرعان ما تقع في مطب قراراتها، الأمر يحتاج إلى جدية أكبر لان العقوبات متدرجة والعدوان مستمر منذ ثمانينات القرن الماضي ولا يُعقل أن يستمر الأمر هكذا، هناك دول التفت على العقوبات واستبقتها بخطط خففت من وقعها بشكل كبير وهناك دول ذهبت أبعد من ذلك وحولت العقوبات إلى حالة ايجابية ولنا في درس الثمانينات عبرة، حيث خرجت سورية دولة قوية تُنتج كل ما كانت تفتقده في الأزمة.
نفس الأشخاص تُزج في لجان المواجهة، بنفس الرؤية والأفكار والآلية والنتائج ولذلك نرى محدودية في المعالجة وتخبط في القرارات والإجراءات، مالم نعتمد على جيش من الاقتصاديين والفنيين والمفكرين والدبلوماسيين للمواجهة سيزداد الوضع سوءا.

معد عيسى
التاريخ: الثلاثاء 25-2-2020
الرقم: 17202

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي