طرطوس – بشرى حاج معلا -ثورة أون لاين
من منا لم يتعرض لسوء التقدير نتيجة كلام من هنا أو هناك.. من منا لم يشاهد بأم عينه الصراعات المختلفة نتيجة إطلاق زفرات وحكايات ” اشاعات ” تساهم في خلق وجع أو زيادته.. لكن الأكثر رعبا هو التفاعل مع هكذا كلام دون الرجوع للمصدر.. أو انغراس فكرة التشوه دون وعي ودون حساب..
فلا شك ان الكل بات يعلم أن ما يفعله “الطابور الخامس “من جهود لخلق الفتنة أو لبعثرة جهود ليست إلا مدخلا لصراعات متعددة..
تماما كما تبث الأفعى سمومها في الجسد وتبعثره وتنفض عنه غبار الحياة.. هو الطابور الخامس الذي يفتش ويلملم وينفث بسمومه ليصبح “الطابور الخامس” القاتل المحترف بفنون القتل والتقطيع والنهب وبكل فظاعة فيمتلك الجرأة ليتلذذ بفعل كل المحرمات وبكل اتقان..
فتكن بالضبط انتشار الشائعة حول موضوع بعينه أخطر من حصوله بالفعل والأمثلة أكثر شاهد على ذلك.. تماما كما تنتشر الشائعات حول الامراض في العالم وغيرها..
فكيف يمكننا حصر هذه الشائعات من الانتشار وكيف يمكننا إيقاف مشاعر الطابور الخامس؟!
ومن يمكنه أن يوقف هذه المهزلة وهذا الداء السرطاني الذي استشرى في كل المفاصل …وتهديدا للبيئة الموجودة فيه تماما كما انطلقت الحكايات حول ” الكورونا ” ومازالت …؟!
ففي البدء كانت الكلمة الطيبة …!
أما اليوم فهي الكلمة المهلكة والمسرطنة…!
فلا طبيب ولا معالج نفسي ولا باحث اجتماعي محترف يستطيع انقاذنا من هذه الكارثة.. وعبثا نحاول البحث عن حل.. ومرة هي الحقيقة.. ومكروه هو قائلها …!!
المرشدة الاجتماعية آية عبد الله تحدثت عن خطورة انتشار هذه الحالة الاجتماعية السلبية كما قالت.. وأضافت نقوم كل فترة بتوضيح المفاهيم حول الآلية المتبعة في كبح جماح انتشار الشائعة او أي كلام مسيء ومن خلال استبيان نقوم به دوما لنحاول ايضاح الصورة جلنا فيه على جمع ليس بقليل.. ويشكل الاعلام بدوره اهم القواعد التي نلجأ اليها.. والكتب والمراسلات وكل ما بشأنه أن يوصل الحقيقة الفعلية للناس.. والوعي يشكل المصدر الأول والأخير للنفي. والوقوف في وجه الشائعة و ” الطابور الخامس ”
وأضافت إن سلاح الشائعات وخلط الأوراق وطمس الحقائق وتشويه المشهد والتشكيك في الإنجاز، أداة تستمد قوتها وتأثيرها من المساحة العريضة لذيوعها واتساع معدل انتشارها على شبكة الإنترنت ووصولها في لحظة واحدة إلى الملايين دون أدنى تكلفة مادية أو مجهود أو حتى إدانة قضائية، وبذلك فهي في المجتمع آفة مرضية تهدد كيانه، وقد باتت في عصرنا الحالي عمل منظم يقوم على أسس مدروسة وفق أهداف محددة عبر وسائل تسير بسرعة الصوت والضوء عن طريق شبكة عنكبوتية وما تحتضنه من أدوات ووسائل تكنولوجية حديثة..
ويمكننا القول في النهاية :
ان ظاهرة الشائعات تحولت إلى سلاح تستخدمه بعض الجهات وبعض القوى لنشر وترويج ما تريد من أفكار وأيدولوجيات بهدف خلق انطباعات وتصورات تخدم أغراضها، وسعيا لزرع الفتنة وإثارة القلائل والفوضى بين فئات المجتمع ونشر الإحباط والاكتئاب، وأضحت في عالمنا المعاصر، بديلا عن القتال وأدوات الحرب التقليدية مع التقدم الرهيب في أدوات التعامل مع النفس البشرية، كما هو الحال مع الاختراق والتخريب الفكري والتضليل الإعلامي..لانتشار هذه الحرب الناعمة ..