«اليوتيوبر» .. بــــين الشـــــهرة والتشـــــهير

ظهرت مصطلحات جديدة مع انتشار شبكة الإنترنت، مثل (يوتيوبر) الذي يُشير إلى الأشخاص المشاهير المتواجدين على موقع يوتيوب، والذين يقومون بإنشاء فيديوهات ذات محتويات مختلفة ويُتابعهم الأشخاص حول العالم وتُحقّق فيديوهاتهم نسب مشاهدة مرتفعة.
ويهتم هؤلاء الأفراد بإنشاء محتويات على مجالات متعددة والتي تُمكّنهم من جذب الكثير من المشاهدين والمُتابعين لهم ولصفحاتهم على موقع يوتيوب.
أنس أيوب صاحب منشأة لتربية الطيور أشار إلى أنه يستفيد من قنوات اليوتيوب المتخصصة للتعرف على أنواع الحيوانات وطرق رعايتها والأمراض وطرق معالجتها ، مضيفاً أن هنالك قنوات عربية رائجة ولها سمعتها وهي مُختصة بهذا المجال لدرجة الوثوق بمعلوماتها.
المدرسة رؤى الجابي أوضحت أن كثيراً من قنوات اليوتيوب لا تعدو كونها وسيلة للشهرة وإضاعة الوقت ، ولا تخضع للرقابة حيث لا يبدو جميع مستخدمي تلك القنوات مؤهلين لنشر مواد معينة سواء بالنسبة لثقافتهم أو أعمارهم، وعددٌ قليل من القنوات التي تحمل مضموناً ثقافياً أو تربوياً له مصداقية.
وترى المهندسة سلمى عبدو أنها تتابع عدداً من (اليوتيوبرز) الذين تتنوع قنواتهم بين التسلية وتقديم المعلومة أو المواد الاجتماعية النقدية ،كما أنها حريصة على الاستفادة من قنوات عالمية مشهورة لها سمعتها ومتابعوها على نطاق واسع ،وخاصة في مجال الأزياء وأعمال الديكور ،فهي تمضي أكثر من ساعتين يومياً في تصفّح تلك المواقع.
بدوره اعتبر أحمد السالم الذي يعمل بائع ألبسة أن كثيراً من قنوات اليوتيوب تهدف للتشهير بأشخاص أو توجيه نقد ساخر وغير واقعي لظواهر اجتماعية أو أحداث معينة، وأن تلك القنوات تستخدم أحياناً وسيلة للتشهير بالأفراد أو السخرية منهم ، وبعض المواقع هدفها الاثارة بمختلف أشكالها.
من جانبه أفاد الطالب الجامعي حمزة أسعد أن عدداً من أصحاب قنوات اليوتيوب ينشرون مقاطع اجتماعية ونقدية مفيدة، وهي تصبُّ في صالح تسليط الضوء على نقاط خلل اجتماعي أو اقتصادي ،في محاولة لنشر الوعي وتعميم الحوار البناء الذي يخدم المجتمعات وتبادل الأفكار.
سهى جنيدي تدير قناة على اليوتيوب نوهت بأنّ ما من أحد يُجبر الأشخاص على متابعة ما لايرضي أذواقهم ، وبالتالي فالمُتابِع له حرية الاختيار بين المضمون والتسلية أو حتى التوجهات التي لاتنسجم مع أخلاق المجتمع ،وتضيف أنشأت قناتها المتخصصة بالتجميل والأزياء حيث واجهت صعوبة في البداية في منافسة مواقع وقنوات لها انتشارها ،إلا أنها عملت على تعميم قناتها ونشرها من خلال الأصدقاء والمعارف ، وكثّفت من نشر المواد الفيلمية النوعية التي تجذب المتابعين حتى حققت انتشاراً لابأس به.
المهندس أكرم زيود مُختص بالمواقع الإلكترونية أوضح أن إنشاء قناة على اليوتيوب تبدأ باختيار فكرة يُمكن الاستمرار في العمل عليها بأفكار متجددة، ويجب اختيار فكرة تهتم بها شريحة واسعة من الناس ،ويَعتَبِر برنامج صنع الفيديوهات واحداً من أدوات الانتشار أو تحقيق الربح ،و فرصة نجاح الفيديو الثاني الذي يُنشر أكبر من فرصة نجاح الأول وهكذا في كل مرة ، لأن اليوتيوب يمتلك مع الوقت عدداً أكبر من المشتركين.
وبيّن زيود أن المحتوى الجيد وحده لايكفي لكي يصل الفيديو لأكبر عدد ممكن من المشاهدات وليأخذ ترتيباً متميزاً في الظهور ،ولا بد من التسويق والترويج وطرح محتوى مختلف وغريب نوعاً ما ، إضافة إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الحصول على المشاهدات ، وبشأن المردود المادي أكد زيود أن معظم الأشخاص يعلمون أن قنوات يوتيوب الرائجة تُحقّق أرباحاً لكنها ليست تلك الأرباح الطائلة، وذلك من خلال الإعلانات ويُقدِّم يوتيوب لأصحاب القنوات نسبة من إجمالي أرباح الإعلانات ،كما يحتاج مستخدمو يوتيوب الذين يحصلون على عدد مشاهدات أقل إلى دعم واستكمال هذا الأمر للحصول على مردود مناسب.
هكذا يبدو موضوع القنوات على اليوتيوب سلاحاً ذي حدين، فمنه ماهو مفيد ويُلبّي مطالب شرائح معينة ،ومنه ما قد يحمل جوانب سلبية ، فيما يبقى القرار للمتابع كي يختار ما يُناسبه.

نيفين عيسى
التاريخ: الجمعة 28-2-2020
الرقم: 17205

آخر الأخبار
عادة الدقّ في ريف إدلب.. طقس الجمال والتراث الذي اختفى مع السنين الخزانة الأميركية تُنفذ قرار ترامب.. إزالة 518 اسماً وإعادة تصنيف 139 ضمن قوائم الإرهاب واشنطن ترفع العقوبات الشاملة عن سوريا.. خارطة قانونية جديدة للعلاقات الاقتصادية والتجارية دمشق.. العودة إلى الوطن بعد أربعة عشر عامًا من المنفى تأملات في العدالة والذاكرة ومستقبل سوريا التشكيلي مراد: الهواية تغذي الروح حين تمارس بشغف ترامب يُنهي العقوبات على سوريا ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة كأس العالم للأندية.. مفاجأتان من العيار الثقيل.. بطلهما الهلال و فلومينيزي قرار ترامب يفتح الأبواب لانتعاش اقتصادي استثنائي ويمبلدون (2025).. خروج مُبكر لمدفيديف وأُنس جابر وتأهل ألكاراز اليوم .. انطلاق البطولة العربية لسلة السيدات اليوم.. نهائيات سلة الرجال الثانية افتتاح أول فرن مدعوم في سراقب لتحسين واقع المعيشة " التنمية الإدارية" تُشكل لجنة لصياغة مشروع الخدمة المدنية خلال 45 يومًا تسويق  72 ألف طن من الأقماح بالغاب خطوط نقل جديدة لتخديم  5  أحياء في مدينة حماة مستجدات الذكاء الاصطناعي والعلاجات بمؤتمر كلية الطب البشري باللاذقية تحضيرات اللجنة العليا للانتخابات في طرطوس الوزير الشيباني يبحث مع رئيسة البعثة الفنلندية العلاقات الثنائية تناقص مياه حمص من 130 إلى 80 ألف م3 باليوم تحضيرات موتكس خريف وشتاء 2025 في غرفة صناعة دمشق