ثورة أون لاين:
تشهد الساحة التركية حراكا شعبيا غير مسبوق يتجاوز ما تدعيه بعض وسائل الاعلام المرتبطة بالحكومة التركية وحلفائها باحالته الى الى مسألة بناء تجاري في إحدى ساحات مدينة استنبول فالقضية أعمق بكثير من ذلك فالتغيير ليس في معالم البناء وانما في معالم السياسة التركية وإلا كيف نفسر امتداد الحراك والمظاهرات والاحتجاجات الى مختلف المدن والحواضر التركية .
ان السياسات الرعناء التي اتبعتها حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وانخراطه الأعمى في المشاريع السياسية الامريكية واستراتيجيات حلف الناتو اضافة الى نهجه العدواني تجاه دول الجوار وانخراطه الأعمى في الحرب الكونية على سورية وتدخله السافر في الشؤون العراقية وانتهاك قواته المستمر لسيادته واتباعه ووزير خارجيته سياسة استعداء دول الجوار بهدف كسب رضا الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني من جهة وتحقيق حلمه باستعادة الحلم العثماني الذي يبدو انه يعشعش في مخيلته .
ان ما يجري على الساحة التركية يؤكد ان غالبية ابناء الشعب التركي يرفضون السياسة العدوانية والرعناء التي تنتهجها الحكومة التركية سواء على الصعيد الداخلي او على الصعيد الاقليمي والتي جعلت من تركيا حاضنا للإرهاب الدولي ومن أراضيها قواعد عسكرية لحلف الناتو وامريكا تهدد الأمن الاقليمي والدولي وقبل ذلك الأمن الوطني التركي بدليل ما شهدته بعض المدن التركية من تفجيرات إرهابية .
لقد كان رئيس الوزراء التركي يردد مثلا عربيا يقول : من دق دق " وهاهو يتجرع سما من كأس اعتقد ان الآخرين سيتجرعونها وهذه هي النتيجة الطبيعية للحسابات السياسية الخاطئة والتي لا تحترم مصالح وسيادة الدول الأخرى ولا تراعي أساسا المصالح الجوهرية للشعب التركي وتكامل وترابط الأمن الاقليمي لدول المنطقة .
لقد حذرت سورية غير مرة من انعكاس السياسة التي يتبعها حزب العدالة والتنمية على الداخل التركي بحكم تركيبته وتنوعه ومحاولة أردوغان ووزير خارجيته جعل تركيا تتحرك في فلك الحزب لا الحزب يدور في فلك الدولة التركية وتكريس السياسة التركية لتحقيق طموحات شخصية وحالمة وتصب في اطار التنظيم العالمي للإخوان المسلمين والذي يتماهى مع الاستراتيجية الامريكية في المنطقة التي ترى في الكيان الصهيوني نقطة الارتكاز في اي ترتيبات او رسم خرائط جديدة للمنطقة والعالم في ظل التحولات العميقة التي يشهدها العالم مع أفول مرحلة القطب الواحد .
ان الذين تآمروا على الشعب السوري سواء كانوا دولا او تنظيمات او أفرادا ستطالهم عدالة الارض فبل عدالة السماء وستحرق النار السورية واللعنة السورية كل يد امتدت لتنال من شعبنا وجيشنا وامننا واستقراننا .
د خلف المفتاح