سرعة كبيرة في تحول نمط الحياة المعيشية والاجتماعية يشهدها الآن العالم من حولنا.. وما قبل “كورونا” بالتأكيد ليس كما بعده والمتغيرات في طريق الازدياد، وعلى هذا الايقاع ربما بدأ الجميع بمراجعة الأولويات وسبل العيش المواكبة لاستمرار الحياة مع تداعيات فيروس كورونا المستجد.
ولاشك أن مشهد الأسواق اليوم يصب اهتمامه على المنتج الغذائي فيما تغيب الألبسة والأدوات المنزلية وغيرها باعتبارها من السلع الثانوية، وبعد قرارات إقفال محال بيعها ضمن الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا، وهذا أحيا وسائل وطرقاً أخرى للتسويق وفي مقدمتها التسويق الالكتروني الذي لا يخلو من بعض الإشكالات لناحية المصداقية والمواصفة الصحيحة للسلع، لكنه يلبي شيئاً من حاجة المستهلك.
وفي ظل تغير نمط العادات الشرائية والتركيز على المنتج الغذائي والحاجات الأساسية ثمة من يتوقع تغيرات في نمط الحياة المعيشية والاجتماعية بما يعيد التوازن ما بين الريف والمدينة نتيجة تغير العادات الاستهلاكية، وكذلك بناءً على أولوية المنتج الزراعي والغذائي، وهنا ستكون عودة مهمة نحو الاستثمار الزراعي، وأيضاً إحياء الأعمال اليدوية التي تلبي بعض حاجات الأسر .
ولعل الفرصة مناسبة لمزيد من الاهتمام بالمنتج الزراعي وإعادة إحياء الصناعة والمنتج اليدوي والمحلي بالتوازي مع استمرار عمل المعامل والمصانع الوطنية وزيادة خطوط الإنتاج بالاعتماد على الخبرات الذاتية، ومن هذا المنطلق يمكن أن نتجنب أو نقلل جزءاً كبيراً من الخسائر المتوقعة ليس على الصعيد المحلي وإنما هي وقائع بدأ العالم برمته يشهدها ويعمل للخروج منها.
على أية حال كلنا أمل بتجاوز هذه المحنة بأقل الخسائر رغم إدراكنا بتأثر أغلب القطاعات والحياة المعيشية، لكن ثمة عمل وطني وجهود مثمرة من خلال ما نقرأه من أرقام عالمية تعتبر سورية الأقل بعدد الإصابات والوفيات جراء انتشار الوباء، والمهم بقاء ودعم القدرة في مزيد الإحاطة بالفيروس، وهذا يعود إلى حجم الالتزام بالإجراءات الوقائية الشخصية وكذلك الإجراءات الحكومية لتكون في اتجاهين وقائيين، الأول من الفيروس والثاني من تداعياته وانعكاساته على الحياة الاقتصادية والمعيشية.
الكنز- رولا عيسى