بدأت حملات إعلامية واسعة في كل دول العالم -منذ اجتياح وباء كورونا المستجد- لاحتواء الوباء، والالتزام التام بالتعليمات الوقائية الذاتية والحد من العلاقات الاجتماعية في محاولة للحد من انتشاره…
النشرة الإعلامية لانتشار الوباء وعدد المصابين إضافة لعدد الوفيات وعدد الذين اجتازوا المرض نشرة عالمية تضاهي نشرات البورصة وأسعار الذهب والنفط والأسلحة عالمياً، والمؤكد أن هذه النشرة متفاوتة رغم أن إخفاءها عصي لأن العنصر البشري أساس رسوم منحنياتها البيانية.. والفروقات في الأرقام المعلنة من المفترض أن يكون سببها الرئيسي قيام بعض الدول بالفحص الاستشرافي وإعطاء أرقام دقيقة بعدد المصابين بكورونا، وبعضها الآخر لا يملك أيّاً من تلك الأدوات والتقنيات لمعرفة العدد الدقيق للمصابين بالفيروس..
أما ما هو خارج نطاق رسوم المنحنيات تسجله النزعات الاقتصادية والسياسية التي تعمّدتها دول عدوانية كأميركا وبعض دول أوروبا التي نشرت أخباراً مغلوطة عن الوباء وطمأنت الناس ورمت بهم في ساحات الوهم، وتركت الأبواب وأماكن اللقاءات مفتوحة خوفاً على اقتصادها من دون أي تحسّب لدقات ناقوس خطر الوباء الذي بات يهدّد حياة البشرية بأكملها…
النشرة الإعلامية لكورونا المستجد تخلو أيضا من تسجيل وحشية السلطات الصحية العالمية التي من المفترض أن يقضي عملها تقديم المساعدات الصحية والحفاظ على أرواح الناس بعدالة كاملة وفي كل دول العالم دون تمييز.. لكن ما يجري هو عكس ذلك، فأميركا -العضو الأساس في منظمة الصحة العالمية- أول ما قامت به هو إيقاف كل الموارد المالية لتلك المنظمة دون أن يحاسبها أحد، إضافة لتعطيلها مع بعض حلفائها رفع الحظر الاقتصادي المفروض على العديد من الدول التي اجتاحها الوباء ومن بينها سورية في ظل كارثة إنسانية..
التباينات في مجرى الإصابة لا تنفي أن المعركة ضد كورونا المستجد ما زالت في بدايتها، والنقص العالمي المزمن لمعدات الوقاية لحين اكتشاف مضادات للفيروس تهدد بكارثة عالمية إنسانية، ولحين اتضاح الرؤى والسياسات والأفكار حول كورونا، لا يسعنا سوى أن نؤكد على أن وباء كوفيد ١٩ هو وباء مجتمعي بامتياز، ينتقل وينتشر بجهل المجتمعات، ونقضي عليه ونحدّ من انتشاره بوعي كل المجتمع…
رؤية- هناء الدويري