يواصل عداد الموت رفع مؤشر الخطر وزيادة حصيلته غير المنتهية من الضحايا جراء الفايروس التاجي المعروف باسم (كوفيد-١٩) غير آبه بالحدود والقوميات والأعراق أو مكترث بالانتماءات الدينية أو الفروق الاجتماعية التي صنعها تجار الحروب والأزمات بين شعوب الأرض، ولعل الغريب هو ما نسمعه كل يوم وما يصلنا من أخبار بخصوص المتوالية الحسابية في أعداد الضحايا يوميا،ً سواء في أميركا أو في بعض الدول الأوروبية ذات التقدم العلمي والتكنولوجي وصاحبة أحدث الإبداعات والاختراعات في الطب والعقاقير الدوائية المقاومة للأمراض، الأمر الذي يشير إلى هشاشة مفرطة في أوضاع هذه الدول أسقطتها فريسة سهلة للفايروس القاتل.
وربما الأكثر غرابة — والحال كما هو اليوم — هو نمط التفكير العنصري الذي تتعاطى به حكومات هذه الدول إزاء بقية شعوب العالم، وعدم نزوعها إلى سلوك إنساني يمكن أن ينقذها ويخفف من معاناتها ومعاناة شعوبها، الأمر الذي يكشف كذب ادعاءاتها بخصوص حقوق الإنسان والدفاع عنها.
اليوم معظم دول العالم في سباق محموم لتطويق حالات تفشي الوباء لديها واختراع دواء او لقاح ناجع له، وقد تنجح دولة ما او أكثر في الوصول إلى هذه الغاية وربما يفشل الجميع، لكن الأهم من كل ذلك هو تطويق فايروس العدوان المتفشي لدى معظم حكومات الدول الغربية بحيث لا يعنيهم سوى نهب ثروات الشعوب وإذلالها بسياسات الحصار والعقوبات وخلق الأزمات والمشكلات لديها، حيث أظهر الرئيس الأميركي ولعا شديدا بهذا الاتجاه رغم كل ما يجري في بلاده من حالات موت بالوباء وتفشي واسع جدا بين شعبه بسبب سياساته الخاطئة والكارثية.
الأمم المتحدة مدعوة اليوم لتفعيل دورها الإنساني من منطلق المساواة بين الشعوب والدول في هذه المحنة ورفع الحيف عنها، وعدم التخلي عن دورها لصالح واشنطن.. ولعل اول واجباتها في هذه الظروف هو إلغاء العقوبات الأميركية الظالمة على العديد من الدول كمساهمة أولية في مواجهة الفايروس، لأن هذه العقوبات بتأثيراتها السلبية والضارة أخطر من كورونا وكل سلالته القاتلة.
نافذة على حدث – عبد الحليم سعود