عبد الرحمن أبو القاسم.. مشهد وداعي..!

عتمة أخرى تأخذنا إليها، وكأنه لا يكفينا كل القتوم الذي يشدنا.. خذله قلبه، وغادرنا في عز أجواء عبثية، لا يمكن لأي مسرح أو دراما أن يفيها حقها قبل وقت طويل..!
عبد الرحمن أبو القاسم.. بضعة أيام على الرحيل.. ألم مختلف حين يغادرنا فنان عايش مختلف النكبات والتصقت به أوجاع الحنين الى وطنه فلسطين الذي غادره طفلاً…
ولكنه بقي طوال الوقت مجبولاً بملامح وجعه.. دون ان يفقد بريقه الشخصي.. لطالما أخذنا إليه درامياً وسينمائياً، بفعل تنويعات أدائية حملها الفنان في أكثر من مئة عمل درامي، منها (الكف والمخرز، والعبابيد، والكواسر، والجوارح، والبواسل، وحاجز الصمت، وخاتون….).
من فضاء الدراما الى السينما أتانا صوته ( صهيل الجهات، زهر الرمان، طعم الليمون، الأبطال يولدون مرتين، بستان الموت…).
الى المسرح عشقه الذي قلما كان يغيب عنه، حتى إن مشهده الوداعي لا يمكنك تخيله إلا على موسيقا مسرحية تشبه ايقاعات أي من مسرحياته.. ( الاغتصاب، قصة حديقة الحيوان ، ثورة الزنج، عمكو أبو محمد، تخاريف ،السمرمر…).
هل نشبهه في أدائنا الكاريكاتوري، ونحن نغرق في أدوارنا ضمن مشهدية عالمية نعيشها من خلف قضبان المنازل؟ ترى لو أنه نجا مثلما قد يحدث يوماً… هل كان سيستمر في تقمص الشخصيات ورواية الحكايا.. كما فعل.. أم انه كان سيبدل مجرى فلسفة ابن الرومي، وسيكون أكثر تملصاً من واقع في لحظة يطبق على أنفاسنا ويكتمها بهدوء شديد، وكأنه لم يفعل أي شيء.. وتستمر الحياة ..؟!
هل هذا الواقع أطبق على قلب الفنان وأسكته..؟.
وهل تخيل أنه سيغادر والدنيا كلها تحوم حول وباء يشغلها، ومع ذلك يطغى رحيله على الصفحات الزرقاء.. لنتذكر ولو آنياً العثور على احتيال ما نقفز فيه على عتبات الحياة وتفلتاتها.. كما فعل جيل ذهبي يمثله (أبو القاسم) اختار أن يقاومها عبر منجز فني قوامه ابداع خالص تعلقت يداه به بحرص طوال حياته…
رحم الله الفنان عبد الرحمن أبو القاسم.. ستبقى ذكراه عطرة بفن لم يخف صوت نكبته العميق، ولكنه تعايش معها فنياً.. كما أعاننا على التعايش مع نكباتنا.. ولو حين إسدال الستار..!.

رؤية- سعاد زاهر

آخر الأخبار
ماذا لو عاد معتذراً ..؟  هيكلة نظامه المالي  مدير البريد ل " الثورة ": آلية مالية لضبط الصناديق    خط ساخن للحالات الصحية أثناء الامتحانات  حريق يلتهم معمل إسفنج بحوش بلاس وجهود الإطفاء مستمرة "الأوروبي" يرحب بتشكيل هيئتَي العدالة الانتقالية والمفقودين في سوريا  إعادة هيكلة لا توقف.. كابلات دمشق تواصل استعداداتها زيوت حماة تستأنف عمليات تشغيل الأقسام الإنتاجية للمرة الأولى.. سوريا في "منتدى التربية العالمية EWF 2025" بدائل للتدفئة باستخدام المخلفات النباتية  45 يوماً وريف القرداحة من دون مياه شرب  المنطقة الصناعية بالقنيطرة  بلا مدير منذ شهور   مركز خدمة الموارد البشرية بالخدمة  تصدير 12 باخرة غنم وماعز ولا تأثير محلياً    9 آلاف طن قمح طرطوس المتوقع   مخالفات نقص وزن في أفران ريف طرطوس  المجتمع الأهلي في إزرع يؤهل غرفة تبريد اللقاح إحصاء المنازل المتضررة في درعا مسير توعوي في اليوم العالمي لضغط الدم هل يعود الخط الحديدي "حلب – غازي عنتاب" ؟  النساء المعيلات: بين عبء الضرورة وصمت المجتمع