تعتبر هذه الفترة من الفترات الأقل استهلاكاً للطاقة الكهربائية خاصة مع اعتدال الجو المتوسط الحرارة، فهو ليس حاراً مما يستوجب تشغيل اجهزة التبريد، ولا باردا يستوجب التدفئة، مما يفسر عدم تطبيق برامج التقنين الجائرة، وهذه الحالة نشهدها مرتين في العام اولها بالربيع وثانيها بفصل الخريف..
إلا أن ثمة جهود كبيرة تبذل من قبل الدولة حتى يتم تأمين التيار الكهربائي في ظل الحرب والحصار والمقاطعة المفروضة على الشعب السوري، والتي مازالت تمنع توريد مشتقات الطاقة وقطع الغيار لمحطات التوليد والتغذية الكهربائية، وهي بحق جهود مضنية ومرتفعة التكاليف، وهي نتاج مجهود هائل لكوادر وزارتي الكهرباء والنفط والذين يستحقون عن جدارة لقب الجنود المجهولين..
للأسف الكثير منا لا يذكر الخسائر الضخمة التي تعرض لها قطاعا الكهرباء والطاقة جراء الاستهداف الممنهج للمجموعات الإرهابية المسلحة لهما طوال عشر سنوات، ولا يتذكر ايضا حجم التضحيات التي بذلها أبطال الجيش العربي السوري سواء لحماية هذه المنشآت أو تحريرها واستعادتها لحضن الدولة، لتبقى الامتعاضات من تطبيق برامج التقنين الاضطرارية، وربما هذا عائد لبسط الأمن والأمان على أغلب اراضي الجمهورية العربية السورية فلم تعد أخبار الاعتداءات والعمليات العسكرية تتصدر وسائل الإعلام، وأيضا القذائف والصواريخ التي كانت تهدد حياة الكثيرين حيث أصبح لزاماً تقنين الأمل وتذكير الجمهور أننا لم ننه بعض الحرب الكونية..
البارحة أطل وزير الكهرباء بحوار شفاف وصادق عبر قناة السورية حيث لفتتني بعض النقاط التي طرحها والتي كان اهمها عبارة أن «تأمين التيار الكهربائي في الوقت الحالي هو نتاج عمل حكومي مشترك»، وأعتقد أنه أصاب عين الصواب في هذه العبارة..
كما بين أن تخفيف ساعات التقنين لأكثر من 4 وصل و2 قطع مرتبط بتوافر حوامل الطاقة، وأن تركيز الاهتمام أكثر من 80 بالمئة لمدينة حلب، حيث يتم العمل على تأمين أكثر من 400 مركز تحويل لأحياء حلب المحررة.
أما بالنسبة للظروف الحالية فأكد أن فيروس كورونا لن يوقف كوادر وزارة الكهرباء التي تسعى بكل قدرتها لتأمين الكهرباء، لافتاً إلى أنه لا عدالة مطلقة في التقنين، ويتم السعي لتحقيق العدالة، والتقنين موجود في كل الأحياء والمحافظات ولا استثناءات إلا لحالات استراتيجية وهي محدودة.
وزير الكهرباء أكد أن كامل عنفات التوليد جاهزة وينقصها حاملات الطاقة بسبب العقوبات، أما بالنسبة للتقنين الكهربائي في رمضان فهو مرتبط بتوفر حوامل الطاقة.
علينا أن نعي جميعاً جوهر وحقيقة الموضوع، فالتقنين هو ضرورة الزمتنا فيها نتائج الحرب والحصار، وأيضا مدى توافر الطاقة المطلوبة والاستهلاك المعتدل، فمن غير المنطقي أن تذهب كل الجهود والاجراءات الضخمة التي تبذل هباء منثوراً في لحظة امتعاض..
على الملأ- باسل معلا