ثورة أون لاين-منال محمد يوسف:
وحال هذا الزَّمان هو وجه الخريف و نشيده حاله الأصفر
إذ داهم وجه الحقول
و أصبح المرتجى أن نبلغ القمم و نسكنُ بين هدبيّ لغات الشروق
و ألّا يرسمنا الغروب حكايةً من وجعٍ
حكاية بريد وعدها غير مقروء
و ضحكاتها ترتسم كالأنجم تُحادثُ سِفر الغروب والشروق
تُحادثها في بُعد الأحلام و قربها من كلِّ قلبٍ صادق صدوق
“تُحادثه ” في أدبٍ كان يتيم الجمال حاله غير منطوق
حاله سِفر التعجب و مناداة أزليّة الأشواق
مناداة تبتغي أن تسير مثل ذواتنا على طريق النّور
ماذا نقول ؟
هل تغيرت الأماكن و بقية الدروب
وأصبح الثلج لونه أزرق وحكايته غير معلنة
و ضربَ اليباس كلّ ما تبقى
و أصبحنا الفعل والفاعل من جملة ((هذا حالنا وقد أشقى ))
ماذا نقول :
هل تغيرت اللّغات و طيب الكلام و كلّ ما كان يبهج النفوس
و هل الرّيحُ عادت إلينا وكأنها تحملُ الأنباء المؤلمة و إذ بها تعود
و يرفُّ بحلمها الدامع جفنُ الجفون
يرفُّ بها أبجدية حالها لا يشبه حالها إلاّ حال السكون
يرفُّ كزهرٍ يبتعدُ عشاقه عن مكانه
والرُّوح تبدو في حالة مؤلمة الشجون
مؤلمة التساؤل الوجدانيّ إذ يسألُ “وجدانيات الشعور”
و يُقالُ : ما أجمل أن نسير على ضفاف الحلم
حيث النّور الساكب والمسكوب
و حيث تبدأ لغات الكلام و ينهمر شوقها و إذ يتحقق مرادها المأمول
ماذا نقول ؟
إن لم تأتِ الرّياح بما نشتهي و سنبلات العمر
تُشرّدها هوجاء العواصف والهبوب
تُشرّدها دروب الاستقامة إن لم يُعترف بها و بقيت الخطوات تُمشى بالمقلوب
كأنّه القمح يُقتل في أوائل مواسمه ويُقال “هذا هو القمح إذ قُتلَ
و أصبحت كلماته تسيرُ أقماراً
يُستظلُّ بها على تلك الدروب
تسير أشعاراً تروي قدريّة سطّر و المكتوب
تسيرُ عنفوان آخر ولدَ في عينيّ كلِّ أنثى
تستحقُ لقب “البتول
تستحق بوح الزهر المشتاق إذ تداعى الجمال كُلّه في لوحة الغسوق
و قيلَ : وسرّ الضحى وهذا الجمال الموعود
إن تداعى نوره و أصبح عطره كالدّمع المسكوب
و أصبح الجمال يُضافُ إلى جماله وأصبح كالمضاف المجرور
واسمه إذ علا في نهارٍ وجهه صبوح
كأنّها الكلمات تولدُ أنجماً لا تعشق فنون الإفلول
أو يُضافُ إلى شأنها ما يُضيفه “نيسان الخير” إلى وجه الحقول
أو كأنه الوعد و الحرّ الآبي عن وعده مسؤول
أينتهي الوجع أم يبدأ عندما نخطُّ العنوان
و قد تغيّر كلّ شيء و نأمل أن يُكتبُ لنا الشيء الجميل
على صفحات الأيام وبين السطور
نأملُ أن يأتي الجواب الشافي والكافي لذاك التساؤل
القمريّ “ماذا نقول ”