تمتلئ الشاشات فواصل توعية، تحثّ على الالتزام بالحجر الوقائي، منها مثلاً: اكتشف بيتك، غيّر حياتك داخل بيتك، وهاتان العبارتان أو غيرهما، ليعيشهما الإنسان بسلام داخل بيته، لابد أن يكون على درجة من الوعي، ومن الاكتفاء المادي.
فالبقاء في البيت مع جميع أفراد الأسرة، يكون مريحاً ومفيداً للجميع، هذه الفترة الطويلة نسبياً التي امتدت إلى حوالي الشهر، قد تكون فرصة لاتفاق العائلة على إعادة ترتيب ديكور البيت، وتنسيق الأشياء التي لم يعد أحد يستخدمها، وإعادة تدويرها، وفرصة أيضاً لتنفيذ الإصلاحات المؤجلة، لأن الانشغال بالدوام يومياً وخاصة إذا كان الزوجان موظفين، يدفعهما لتأجيل بعض الإصلاحات المنزلية.
والبقاء بالبيت أيضاً فرصة لاستثمار أي مساحة للزراعة، سواءٌ نافذة أم سطح أو فسحة صغيرة متاحة أمام البيت، وهذه الزراعة ليست وروداً فقط وإنما بعض الخضار التي يحتاجها البيت يومياً، كالنعنع والبصل الأخصر، بالمساحات الصغيرة، وهناك بيوت تزرع خارج المنزل في أرض البلدية خضاراً موسمية كالفول والسلق، وهذا موجود ومنتشر في ضاحية الأسد حرستا، حيث تعطي هذه الزراعة جمالاً خاصاً بالمكان وفائدة للأسر التي زرعت.
لكن كما قلنا: إن استثمار الوقت بما هو مفيد وممتع داخل البيت، يحتاج إلى وعي عند الزوجين، وإلا انتشرت الخلافات والعنف المنزلي، وهناك من يخصص أوقاتاً محددة للعزف ويستمعون إلى بعضهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيعزفون ويغنون وكأنهم في بيت واحد، وهذا رأيناه في عائلة تضم الجد والابن والأحفاد، وهناك أيضاً من خصص وقتاً للرسم ومشاركة الأبناء جميعاً بالرسومات.
تنوعت اكتشافات البيوت، وتنوع انقضاء الوقت داخلها خلال فترة الحجر، لكن كل تلك الانشغالات ارتبطت بوعي أصحابها لأهميتها، وانشغالهم عنها بعادات خلقتها ضغوط الحياة اليومية وإيقاعها السريع الذي لم يكن يسمح لهم بعيشها قبل الحجر الوقائي من الفيروس.
عين المجتمع- لينا ديوب