ثورة أون لاين – عزة شتيوي:
العالم على بعد خطوة من فك العزل.. قدما الطب ترتجفان.. وأقدام الاقتصاد والسياسة هما الأجرأ لاستغلال هذه اللحظة.. عندما يتساوى الاختناق بفايروس كورونا مع الاختناق فقراً.. أباطرة المال وحدهم من يستغلون كل اللحظات…
الكوميديا السوداء وحدها سيدة المشهد فجأة وفي الظرف الدولي الحرج اكتشف مكتب أخلاقيات السياسة الأميركية أن من يقود العالم معتوه.. والتر شوب المدير السابق لهذا المكتب قالها على الملأ: من الغبي الذي أوصل ترامب إلى البيت الأبيض.. المهرج الأميركي ينصح بشرب المطهرات لقتل الفايروس وحامله… تراجع عن قوله في ظل أنها نكتة..
لم يتوقف ترامب عن التهريج منذ أن دخل كورونا رئة العالم.. كأنه في حفلة تنكرية يشرب فيها نخب الفايروس بجماجم الضحايا… لم يتوقف عن النصائح الصحية الملغومة أيضاً.. تفويض(إلهي) صحي آخر.. شبيه بالتفويضات السابقة التي جاءنا بها سلفه جورج بوش، وتتالت بعده الحروب بحجة الإرهاب والديمقراطية.. هذه المرة حملة ترامب على منظمة الصحة العالمية.. والشعار ذاته من ليس معنا فهو ضدنا.. لا تستغربوا إن رأيتموه في إنزال كومندوس على مقر المنظمة ليقضي على ذاك (الإرهابي).. الذي قال إن كورونا ليس صينياً ولا يحمل جنسية أي دولة!!
ترامب لم يقطع تمويل أميركا لمنظمة الصحة العالمية فقط، بل أمر بتحويل الأموال المخصصة لها لمنظمات غير حكومية… يبدو أننا أمام إنشاء منظمات (ترامب بلا حدود) لتمرير أهدافه السياسية والاقتصادية في العالم من الثقوب الصحية للدول… أليس هذا سلوك الغرب في الأزمات.. المرور من منظمات مشبوهة وعميلة.. كالخوذ البيضاء مثلاً في سورية!!
ثمة من يقول اقتصادياً: إن المرحلة تشبه مرحلة ما بعد الحرب العالمية.. الطب لن يحسم معركة كورونا.. عندما تصل الأسهم العالمية الاقتصادية والسياسية إلى الحضيض سينتهي الوباء.. وسيتلقف النتائج حيتان الاقتصاد.. هم من سيصنعون السياسة العالمية القادمة.. لذلك يحرك ترامب خيوطه العسكرية والسياسية، ويدخل لمواجهة الصين بخيار الشطرنج التكنولوجي.. سباق محموم ليحصد البيت الأبيض نتائج الأرباح من خسارة الأرواح ..لا يهمه حتى عداد الموت في بلاده.. ولايته الثانية تحتل كل هواجزه..
جو بايدن منافس ترامب الأبرز يراهن أن الرئيس الأميركي سيؤجل الانتخابات حتى تنضج لعبته.. ويمسك مجدداً بالخيوط السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تذوب في يده من حمى كورونا العالمية..
الأوضح أنه قرر تحريك الأحداث وحرف الأنظار بالتحرش بإيران تارة، ولكن هذه المرة في هرمز بعيداً عن العراق.. ظاهرياً يريد الخروج من هذا البلد وترك مسماره الأمني للعودة مجدداً.. يريد الخروج من العراق وتقييده بالاتفاق الأمني.. هي ورقة جديدة لعودة بعض من جنوده الذين يتغلغل بينهم فايروس كورونا.
ولكن كيف يخرج من سورية دون مسمار لحجة العودة.. هل سيخرج الأميركيون بسيارة الاسعاف حيث تشير التقارير الى وجود اصابات كبيرة بينهم ..ام انه يتكىء على مرتزقته هناك.. الجواب السوري: سيخرج ترامب بزنود المقاومة الشعبية وإرادة الجيش العربي السوري.. ولكنه في هذه اللحظة بالذات يحاول تحريك الأحداث للخروج من ركود كورونا..
وكالعادة يقلده (الظل العالي) في أنقرة.. أردوغان أيضاً يحاول التحريك والهرولة للجلوس على طاولة أستانا، ليس لأن السلطان يمر بمحنة كورونا فقط، بل لأنه يتخبط في إدلب.. وتشير المعلومات إلى أن بعض المليشيات الإرهابية خرجت عن طاعته ورفضت الذهاب إلى ليبيا.. أردوغان المذعور يبتسم في وجه روسيا.. فقد لمس الهزيمة القريبة في الشمال السوري وفي ليبيا.. ولمس أيضاً عودة بعض الدول العربية إلى حضن دمشق!!.