ثورة أون لاين – آنا عزيز خضر:
الفن السابع في سورية، حافظ دوماً على الالتزام بالواقع بكل ألوانه وأساليبه، وكان يعالج في كلّ اتجاهاته، قضايا الوطن وأناسه، وقد صور التحدي بكل تجلياته، فكان صورة مشرقة للانتماء والتمسك بالوطن وثقافته، ودحض المؤامرات التي حاولت النيل منه أرضاً وشعباً وثقافة.
الوطن السوري الذي كان القبلة والوجهة التي تتطهر بها النفوس، وتسمو بها إلى الأعالي، فكان التمسك والانتماء والتحدي، هم الرد الأقوى.
هذا مانقله الفيلم القصير “وجهة ماء” سيناريو وحوار “فرحان ريدان” وإخراج الفنان “عصام حسن الداهوك” الذي قدم رؤيته وفق مشاهد أخاذة نطقت بحب هذا الوطن العصي على الطغاة.
حول تفاصيل الفيلم التي تمجد أرض الوطن وهو المقدس بالنسبة للبشر وحتى للحجر، تحدث المخرج “عصام حسن الداهوك” قائلاً:
فيلم قصير يصور أهلنا السوريين شمال شرق بلادنا، وكيف استطاعوا رغم العواصف، التقاط البوصلة ولسان حالهم يقول :
“نريد طريقَ دمشق، ولا نريد طريقاً سواه، ولو كان يُفضي إلى قرطبة”.
يسردُ الفيلم بصرياً، اندفاعة الماء في نهر الفرات وآثار أقدام حافية، وآثار أصابع النوارس، ومجدافاً مكسوراً على ضفاف النهر، حيث نسمع الغناء: “أمشي وقول وصلت والقنطرة بعيدة”..
أيضاً، نرى درباً ترابياً لا نهاية له، وكأن ما تقوله الصور :
“لا سماءَ لك لتطير.. لا ماء َ لتبحر.. لا درب َ لتمشي..
ويتردد هذا السؤال: “وين نصد؟. أي، أين نذهب.. أين نتجه”..
تأتي الإجابة من الحكاية التي يقدمها الحكاء للسمار ففي الحكاية، يحارُ الناس أين يتجهون.. يأتون بأربع نوق.. كل ناقة تتجه إلى جهة، والناقة التي سيغمر في اليوم التالي غرتها الندى، هي الناقة التي تحدد اتجاه النجاة. فقط الناقة التي تتجه جنوباً.. تجاه دمشق.
غمرغرتها الندى، فقالوا: ديرة عَمَار..