الخبر : “توقيف ١٤٠ شخصاً وإغلاق ٤٢١ محلاً لمخالفتهم القرارات المتعلقة بحظر التجول وفتح المحال خلال الفترة ما بين ٢٢ نيسان إلى ٢٧ نيسان” انتهى الخبر، دعونا نقرأه من ناحية أخرى “توقيف ١٤٠ تاجراً مع إغلاق محالهم وفرض عقوبات مالية كبيرة جراء احتكارهم وتلاعبهم بقوت المواطن”.
يا ترى كيف سيكون وقع هذا الخبر على المواطن السوري؟ بالتأكيد سيلقى ارتياحاً وترحيباً كبيراً وثقة بأن الجهات المختصة حريصة كل الحرص على لقمة عيشه، بل أكثر من ذلك بأن لاتهاون مع أي تاجر يتلاعب بقوت المواطن في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة والتي زادت سوءاً مع فيروس كورونا المستجد .
هذا مجرد تخيل لا أكثر وسنعود للواقع على الأرض في ظل حالة تراخي ولا مبالاة من قبل وزارة حماية المستهلك في التعامل مع الأسواق والارتفاعات الجنونية التي تشهدها أسواقنا وهي ليست فقط كوننا بشهر رمضان الذي يزداد الطلب فيه، وبالتالي ترتفع الأسعار فالأمر يعود إلى ما قبل ذلك بكثير .
وما يزيد الاستغراب التصريحات المتوالية لمسؤولي حماية المستهلك وليس آخرها تصريح مدير حماية المستهلك في الوزارة بما معناه بأن هناك جشع كبير من قبل التجار في الأسواق يرافقه قلة وعي المستهلك، بالفعل ثبت بالدليل القطعي بأن المستهلك هو سبب تلك الارتفاعات!!.
والسؤال الذي نطرحه دائماً والذي مللنا منه: أين سياسة الوزارة بمعالجة وضع الأسواق التي لم تعد تشبه الأسواق ؟ فكل ما نراه منذ سنوات طويلة مجرد تجريب لمعالجة أي مشكلة خاصة بعد تخليها عن التسعير الإداري الذي يطبق في الأزمات والحروب وترك السوق للعرض والطلب بدون أي تدخل حقيقي، فما تقوم به السورية للتجارة لا يعدو كونه مجرد محاباة بسيطة للمواطن ذي الدخل المحدود، حتى إن أسعارها بأغلب الأحيان تقارب السوق وربما تزيد قليلاً مع فقدان بعض المواد ناهيك عن غياب الجودة.
المطلوب وضع حد لمعاناة المواطن اليومية جراء الأسعار الجنونية وإيجاد طريقة تؤمن احتياجاته بأسعار مناسبة وقد تكون طريقة الشراء المباشر من الفلاح أو المنتج وبيعها بدون حلقات وسيطة أحد الحلول الناجعة، إضافة إلى تطبيق مواد قانون حماية المستهلك بشكل فعلي من دون محاباة هذا التاجر الكبير أو ذاك الذي عزز الفوضى والاحتكار بأسواقنا، وبات يشكل خطراً حقيقياً على لقمة عيش المواطن، ولنطبق فكرة التدخل الإيجابي لذراع الحكومة بشكل صحيح فالأمر ليس بهذه الصعوبة، ويحتاج منا فقط النية الصادقة في العمل وتحمل المسؤولية.
الكنز – ميساء العلي