ثورة أون لاين -ديب علي حسن:
لم تتوقف واشنطن يوماً واحداً عن التدخل بشؤون الدول الأخرى مهما كانت الظروف التي تمر بها أميركا.. فلا الوباء ولا الأزمات الاقتصادية والكثير من القضايا التي يجب أن تعالج وتبحث عن حلول لها في الداخل الأميركي حالت دون أن تدس واشنطن أنفها بكل بقعة في العالم إن استطاعت فعل ذلك..
المسوغات التي تسوقها واشنطن دائماً جاهزة وحاضرة تعمل عليها بشكل خفي أو علني لا يهم، فالغاية أن تصل إلى لحظة حصاد هذه المسوغات والقول إنه لا مناص من التدخل..
في العراق كانت كذبة سلاح التدمير الشامل وما جرته أحابيل باول ومن معه من تدخل عسكري دمر العراق ومقدراته وسرقة ثرواته.. ومازالت المنطقة تدفع ثمن هذا التدخل..
العراق الذي استعاد الكثير من عافيته بفعل تضحيات أبنائه يريد لقوات الاحتلال الأميركي أن تخرج من أراضيه ولاسيما أنها مصدر دائم للإرهاب والعدوان.. واشنطن التي تراوغ بين الموافقة المبدئية والرفض الضمني تعمل على قلب المشهد من جديد، وأدواتها موجودة تحت الطلب.. داعش الصنيعة الغربية التي أنتجتها وأنضجتها مخابر واشنطن تجدد أساليبها الإرهابية بدعم وحماية أميركية..
تنقل واشنطن أفراد هذا التنظيم الإرهابي من مكان لآخر، وتعمل إعلامياً وسياسياً على ضخ الكثير الأكاذيب التي تريد لها أن تنال من عزيمة الشعب العراقي وتدفع بالبعض لطلب استبقاء القوات الأميركية..
مشهد يعرفه العراقيون وقد خبروا أكاذيب الإدارة الأميركية.. ولن يكتب لهذا التضليل أن يؤتي أكله.
الواقع الميداني يكشف أن كل بقايا المنظمات الإرهابية في المنطقة مازالت تعمل بإمرة واشنطن ويتم شحذها من جديد..
واشنطن لم تطلق طلقة واحدة ضد هذه التنظيمات، لكن حين هزمت ادعت أنها هي من حاربتها… وهي اليوم تعود للكذبة نفسها تضخيماً وترويجاً.. لكن فاتها أن النصر الذي تم على الإرهاب لم ولن يتراجع، بل سوف يترسخ ويصل ذروته باجتثاث كل التنظيمات الإرهابية.