ثورة اون لاين: لم يكن الخيار العسكري الخيار الاستراتيجي للسلطة الوطنية السورية في تعاطيها مع الازمة في سورية وانما كان الاصلاح الداخلي العميق والدعوة الى الحوار الجاد بين السوريين جميعا سواء كانوا قوى مجتمعية او تيارات سياسية بهدف الوصول الى الحل هو الخيار الاستراتيجي الذي اشتغلت عليه السلطات السورية ولكن من الواضح تماما ان قوى المعارضة الخارجية ومن يدعمها ويحتضنها من دول وجماعات كانت قد حسمت أمرها باتجاه العسكرة والرهان على معطى القوة والتدخل الخارجي بهدف اسقاط النظام السياسي والوصول الى السلطة تخت اي ثمن كان .
ان استثمار دماء السوريين وعذاباتهم ومحاولة تدمير المنظومة الوطنية للجماعة السياسية السورية هو جريمة اخلاقية وقانونية وسياسية وإنسانية في آن معا لان الضحية فيها هو ابناء الشعب السوري جميعهم وبدون استثناء من هنا كان رفضنا المطلق ان تكون الأوراق العسكرية هي العامل الحاسم في حل الازمة ولكن ومع الأسف كان رهان القوى الخارجية المرتبطة بالعدو الصهيوني قد حسم بهذا الاتجاه الذي انخرطت المعارضة الخارجية المسلحة فيه حتى النهاية . :
من المهم التمييز بين البعد العسكري للازمة والبعد السياسي فيها فوقف العنف والقتل والإرهاب لايمكن الا ان يكون عبر الخيار العسكري بحسب طبيعته انا حل الازمة والخروج منها بالكامل فهو بالمطلق لن يكون بالنسبة للسلطات السورية الا عبر الحوار السياسي الوطني والشامل والذي لا يستثني أحدا من الطيف السياسي الوطني السوري لان المنتصر وفق تلك الرؤية الاستراتيجية ستكون سورية الارض والشعب والهوية .
ان النجاحات الهامة والاستراتيجية التي حققتها قواتنا المسلحة الباسلة في الايام الأخيرة وخاصة في منطقة القصير وما حولها وفي اكثر من منطقة تماس مع المجموعات الارهابية والمسلحة لم تكن الاولى ولن تكون الأخيرة ولكنها بالتأكيد ستدفع باتجاه القضاء على كل هذا الارهاب المسلح بالحقد وتقصر من عمر الازمة وتحصر خيارات كافة القوى المنخرطة في المؤامرة على سورية باتجاه الحل السياسي كممر إجباري وبما يتوافق مع الرؤية التي حددها البرنامج السياسي الذي اطلقه السيد الرئيس بشار الاسد في خطابه الهام في السادس من كانون الثاني المنصرم .
ان فشل رهان أولئك الذين تأمروا على الشعب السوري على مقولة اسقاط النظام السياسي بالقوة العسكرية والتدخل الخارجي سيشكل متغيرا أساسيا في إحداثيات الازمة وخط سيرها وبعكس ما حلموا به تماما وهذا بالتأكيد شكل صدمة قوية وقاتلة لهم ولأدواتهم ولعل هذا ما يفسر كل هذا السعار والضجيج والصراخ الاعلامي الذي بدآنا نسمعه عبر شاشات التضليل ومنابر التحريض بعد معركة القصير وما تلاها وما سيتصل وها من نجاحات حققها ابناء قواتنا المسلحة المتلاحمين مع ابناء شعبنا الصامد وهذا يعني بالمحصلة السياسية ان موعد الانتصار النهائي والخلاص من هذه الكارثة الوطنية قد اصبح ليس ببعيد .
د.خلف المفتاح