ثورة أون لاين- يونس خلف:
بلا مقدمات نسأل مباشرة : هل العودة التدريجية للحياة والإعلان عن دوام المعاهد والجامعات والإجراءات الأخيرة للفريق الحكومي المعني باستراتيجية التصدي لفيروس كورونا تعني أننا في سورية قد تخطينا أزمة كورونا .؟ وهل يعني ذلك أن نتساهل بالإجراءات الاحترازية وعدم التقيد بشروط الصحة والسلامة العامة.؟ والسؤال الآخر : كيف يجب أن ننظر إلى هذه العودة التدريجية وكيف يجب أن نتعامل معها .؟ أسئلة طرحناها على عدد من الأطباء في محافظة الحسكة لما لأصحاب الاختصاص من دور وأهمية في توصيف الواقع على حقيقته ونشر الوعي الصحي بين المواطنين .
العودة مشروطة
الدكتور هاشم حمينة أخصائي جراحة عامة يرى أن العودة التدريجية للحياة لاتعني بالضرورة نهاية أزمة كورونا ولكن تعني عدم ظهور إصابات تشير لوقوع جائحة، فحسب الدراسات العالمية الطبية لسلوك كورونا قد تظهر إصابات بالفيروس رغم إجراء حظر لمدة تتجاوز حضانة الفيروس ومن هنا فإن التساهل بالاجراءات الاحترازية لايعني التراخي بل يعني إطمئنان نسبي ويجب التقيد بالشروط الصحية وذلك تجنبا لوقوع إصابات جديدة لم تظهر خلال فترة التشدد بالاجراءات الاحترازية ولذلك فإن الالتزام والوعي هما أهم شرطين للتصدي لهذا الوباء ويمكن نشر هذا الوعي من قبل الاطباء من خلال ممارسة الطبيب للتدابير و سلوكه أمام مرضاه في عيادته بإرتدائه للقفازات الواقية والكمامة و تنظيم دخول المرضى للعيادة خلال مواعيد محددة ومشددة . أما بالنسبة لأهم الخطوات والاجراءات التي يجب أن يلتزم بها الجميع يوميا فهي موضوع الغسل المتكرر للايدي بالماء والصابون وارتداء الكمامات والقفازات خلال معالجة المرضى ودخول العيادة أوالمشافي وغسل السطوح وتعقيمها بشكل جيد و غسل وتعقيم كل ما يدخل المنزل من خضر وفواكه ومواد غذائية وغيرها ورمي الاكياس التي تحوي تلك المواد خارج المنزل.
اللقاح هو الوقاية :
الدكتورة سلاف أنور العليوي أخصائية جراحة نسائيه وتوليد ترى أنه من الصعب تسمية العوده للحياة الطبيعية بشكل تدريجي ( تراخي ،أو عدم التزام ) هي عوده بشروط إذا ماتم الالتزام بها من الممكن السيطره على عدد الحالات، خاصه إذا ما سدت كل دوله الثغرات في نظامها الصحي ومن هنا يمكن القول أن العوده للحياة الطبيعيه لا تعني أبدا تخطي أزمة كورونا، لكن الاقتصاد الدولي المنهار وبالتالي الجوع والفقر كل ذلك يشكل خطرا موازيا لخطر الإصابة ولذلك الأمر يتطلب المزيد من الوعي والاستمرار بتطبيق الإجراءات الضرورية
– الدكتور عبدالناصر الإبراهيم طبيب أسنان يقول : إن العودة التدريجية تعني أننا نتعامل مع أزمة كورونا بوعي وحذر لاننا لانعرف عدد الإصابات بدقة بسبب عدم توفر الامكانيات التشخيصية التي يجب أن تطبق على كل المواطنين وبسب عدم توفر اللقاح لهذا الفيروس وفي نفس الوقت لا يعني ذلك التراخي وعدم التقيد بالشروط الصحية العامة التي يجب أن نستمر بتطبيقها لان الفيروس عدو مجهول لانعرف مصدره بدقة ولذلك فإن الإلتزام والوعي بالشروط الصحية والتباعد الاجتماعي سلاح لمحاربة الفيروس بشكل جماعي والأمر يتطلب من الجميع الالتزام بتطبيق التباعد الاجتماعي المكاني والابتعاد عن التجمعات.
ويؤكد الدكتور عيسى خلف أخصائي داخلية على ضرورة أن لا نعتبر أننا تخطينا أزمة فيروس كورونا لأن هذا الوباء مستمر وهو غير مرتبط بفصل معين أو درجة حرارة معينة لذلك كان لابد من العودة التدريجية مع وضع ضوابط لتلك العودة وفي نفس الوقت فالتساهل بالإجراءات وتخفيفها لا يعني ترك كل الإجراءات الاحترازية والتعقيم والابتعاد عن الأماكن المزدحمة و باعتبار أن هذا الداء لم يكتشف له دواء أو لقاح نوعي حتى الآن فالوقاية تبقى هي الأهم .
ويوضح الدكتور عبد الرحمن أمين أخصائي قلبية أن العودة إلى الحياة الطبيعية وبشكل تدريجي يجب أن تكون مشروطة بضوابط محددة وبما أنه لا يوجد للوباء لقاح حتى الآن لذلك لا بد من الالتزام بالتدابير الوقائية ومن أهم الخطوات التي يجب أن يلتزم بها كل مواطن يوميا غسل اليدين بالماء والصابون ولبس الكمامات والكفوف وتطبيق التباعد المكاني وتجنب الازدحام .
الدكتور عادل لولو طبيب أسنان يقول إن ما يتم من إجراءات للعودة التدريجية يجب ألا ينسينا أن أزمة الوباء مستمرة و إن ما يتم هو خطوة باتجاه احتواء أو الحد من انتشاره إلى حد ما والسبب أنه على مستوى العالم لم يعلن أنه تم تخطي الأزمة ولا حتى منظمة الصحة العالمية والتي من المفروض أن تكون الجهة ذات الصلة والمصداقية بهذا الخصوص لم تعلن بعد عن تخطي أزمة الكورونا ولذلك يجب عدم التراخي أو التساهل بالاجراءات الاحترازية والتقيد قدر الإمكان بشروط الصحة والسلامة العامة.
ويشير الدكتور صخر إدريس طبيب أسنان إلى أن فيروس كورونا غير مرتبط بتفصيل معين وهو داء يكون مستمر لفترة طويلة لذلك لا يمكن العودة للحياة الطبيعية دفعة واح
دة وبشكل مباشر لكن العودة التدريجية تتطلب بالمقابل ألا يكون هناك إهمال أو تساهل في تطبيق التدابير الضرورية لأن ذلك سيؤدي لانتشار المرض.
الانتصار على الوباء أهم من النجاة منه
ويرى الدكتور محمد سليمان خلف أخصائي عينية إن تثبيت الانتصار على الوباء هو أهم من الانتصار عليه ، والمجتمع الطبي بما يشمل من عيادات ومشافي ومراكز صحية عليها الجانب الأكبر في مهمة التوعية وتنفيذ الإجراءات الوقائية داخل المؤسسات الصحية نفسها ولذلك فإن النظر إلى العودة التدريجية للحياة خطوة مهمة في تخطي الأزمة لضمان استمرارية المتطلبات الحياتية للمجتمع وبقاء عجلة الإنتاج دون إهمال خطورة تفشي الوباء في حال العودة العشوائية وأنه لا يمكن التساهل بالإجراءات الاحترازية، ولذلك فإننا ننظر إلى العودة التدريجية أنها تعني استمرار الحياة مع ضوابط مهمة قد تبدو جديدة في المجتمع لكن التأقلم معها ضروري لسلامة الجميع