ثورة أون لاين-بقلم مدير التحرير معد عيسى:
تتركز تحركات السورية للتجارة في المدن والتجمعات الكبيرة ولكن خطواتها باتجاه الأرياف لاتزال خجولة، ولا يُمكن اعتبار بعض المراكز المعتمدة في الأرياف التي توفر توزيع المواد المخصصة على البطاقة الذكية تدخلاً، لأنها في أحيان كثيرة تخلو من هذه المواد ولا يوجد مواد أخرى.
الأرياف تُنتج الخضار والفواكه والمنتجات الحيوانية والزراعية وما تحتاجه يختلف كثيراً عما تحتاجه المدن، فهي ليست بحاجة للبرغل والسمون والعدس واللحوم وكثير من المنتجات، وهي بحاجة للمنظفات والألبسة والأدوات المنزلية والتجهيزات الكهربائية وكل ما تنتجه المدينة، وعليه يجب أن يكون هناك تركيز على الاحتياجات وفق كل جغرافيا.
الأرياف لاتزال بعيدة عن التدخل الإيجابي، وما يتكبده أبناء الريف لتأمين احتياجاتهم يستنزفهم مادياً في ظل ارتفاع تعرفة المواصلات والحظر، ويستنزف الوقت المخصص للأعمال الزراعية.
استئجار غرفة بكل قرية لا يعني تدخلاً، والمشكلة أن لا أحد يدرس مُنعكسات القرارات والخطوات المُتخذة وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية، فالريف هو الرافعة للاقتصاد ومورد احتياجات المدينة، وكلما تحسنت الخدمات في الأرياف تحسن دخل الناس وانعكس على الإنتاج، فيجب أن نفكر بكل خطوة خطوناها، ويجب أن ندرس المنعكسات لنعزز الإيجابي منها ونصحح الخلل، الأرياف بحاجة إلى تدخل كي نحد من هجرة أبنائه ونعزز الإنتاج وننمي المشاريع الصغيرة، والأمر ليس فقط ظهوراً أمام وسائل الإعلام وعرضاً لصالات المدن وأسواقها وتعدادها، الأمر له أبعاد اقتصادية واجتماعية مهمة من شأنها رفع الاقتصاد الوطني برمته، فما الذي يمنع من إحداث صالات وأسواق شعبية في تجمعات القرى الكبيرة لعرض وتسويق منتجات المدن فنوفر الكثير من الوقت على أبناء الأرياف؟ وقتاً هم بحاجة إليه في أعمالهم الزراعية ومشاريعهم الصغيرة والمتناهية الصغر.
كل الخطط تركز على المدن، وإن بقي شي من الموازنات يوزع على الأرياف، الريف حامل للاقتصاد فهو يوفر المواد الغذائية والمواد الأساسية للتصنيع والعمالة، ولذلك يجب أن يحظى بالاهتمام الكافي وألا يبقى على الهامش.