توالت خلال السنوات الأخيرة، انتكاسات ثقافتنا العربية، فقد غرقت في جزر لم تلتق مع ذاتها، ولا فيما بينها، وتلقفنا أثر انقسامها، وعدم تفاعلها فيما بينها.
التنافر وعدم الالتقاء، خلق تصارعاً أبعد في تجديد وتنوير الوعي الفردي وبالتالي الجماعي، وبالطبع كل ما عشناه خلال السنوات الأخيرة، تندرج بعض نتائجه ضمن مشكلة تغييب الوعي…
كما أن المشاريع والتيارات الثقافية، لم تتمكن أيضاً من تجديد ذاتها، وبدلاً من أن تعلو فوق الصراعات دخلت في تلك الصراعات، من خلال انقسامات بعض المثقفين، الأمر الذي وأد آمال الشارع ثقافياً، وترك منفلتاً من النظريات التي يمكنها أن تؤثر على تغيير نمطية تفكيره.
لكن… لمن ترك؟
لكل ما يبثه الإعلام من ترفيه.. لكل ما تلتقطه الأيدي من إنترنت بدفق كلماته التي تسال بسرعة عجيبة، تحمل مختلف الأفكار الآنية..
والأهم أن الثقافة، أثبتت أنها خلال الأزمات يمكن مغادرتها لوجود بدائل لا تكنولوجية فحسب، بل وترفيهية… تتمسك بها مختلف المسارب الإعلامية…
مؤخراً… وبعد أزمة الوباء، اخترقت الأنماط الثقافية وتماهت مع التكنولوجية بشكل جديد، لكي تتمكن من الوصول الى المتلقي..
موسيقا.. سينما.. مسرح… حتى مواقع الكتب.. كلها أتاحت لجمهور محجور في المنزل أن يقترب من متلق كان على استعداد للتعاطي من موقعه مع كل هذه الأنماط…
إنها تجربة ثقافية انبثقت من دون تخطيط، وليدة ظرف طارئ..
ولكن ربما تكون البذرة الأولى لانطلاقة ثقافية مغايرة.
رؤية- سعاد زاهر