ليست المرة الاولى التي ينتفض فيها من ذاق مرارة العنصرية والحرمان في الولايات المتحدة الاميركية، وما يجري يضاف إلى سجل طويل من المكابدات التي عانى منها الملونون هناك، بدءاً من الهنود الحمر وصولاً إلى الأفارقة الذين تم استقدامهم من خلال تجارة الرق، واضطهادهم كأسوأ ما يكون الأمر.
ومع الوهم الذي روجته واشنطن من خلال حملات التضليل وبيع الشعارات باسم الحرية والإنسانية، صدق البعض ولو لفترة وجيزة أن أميركا فعلا واحة الحرية، وأن تمثال الحرية الذي يطالعك وأنت تصل نيويورك يبشرك فعلا أنك وطأت الأرض التي تحقق فيها أحلامك وطموحاتك.
لكن الواقع غير ذلك، والطلاء المضلل لم يلبث طويلاً تحت شمس الحقيقة، بدءاً من تدخلات واشنطن في العالم كله وخنقه عبر الحروب والنزاعات وفرض العقوبات الجائرة، واليوم تبدأ صفحة جديدة من تكشف الحقائق، ليست تضليلا، ولا هي وهم، إنما من أرض الواقع الذي طفح بكل الفظائع، فالمجتمع الاميركي يعرف أنه يعيش زيف الشعارات التي تتاجر بها واشنطن، وقد حان وقت قرع جرس الإنذار ليس بيد لينة، إنما من خلال الغضب الذي لا مفر منه، وهو المبرر الذي يجب أن يقف العالم كله معه، فترامب وآلة تضليله هم الآن في أسوأ المواقف التي لا يمكن تجاوزها بسهولة ولا يمكن أن يكون ما بعدها كما قبلها، فهل يستطيعون أن يقولوا للعالم : هذه أعمال شغب.. وهم يقولون ذلك!!.
ترامب الذي يظن أنه يحكم العالم من خلال تويتر وتغريداته الحمقاء، ينتقل إلى مخبأ سري، هل الأمر عادي ؟
بالتأكيد : لا، وتغريداته التي بدأت من حيث هو ليست بأفضل حال مما لو كان على منبر البيت الأبيض يصول ويجول ويوزع عقوباته واتهاماته ذات اليمين وذات اليسار، الولايات المتحدة تحصد ما زرعته في العالم من تدخلات وعسف وظلم، ولم يكن داخلها أقل ظلماً من الشعوب التي طالها جنون واشنطن.
من نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ديب علي حسن