تمر في هذه الأيام ذكرى نكسة حزيران، ويخطر في البال ما تركته من آثار وتداعيات كبيرة، لكن النصر الكبير المؤزر في حرب تشرين غسلها بطهر دماء جنودنا، وأعاد الألق والنبض إلى الشرايين العربية، بكل ما فيها من عنفوان وقوة، ومع هذه الذكرى يمكن للمتابع أن يستعيد الكثير من المفردات التي صبغت الأدب والفن بشكل عام، وتركت لوناً قاتماً، تحول خلال سبع سنوات إلى يأس وقنوط .
لكن كما أسلفنا كانت حرب تشرين التحريرية النبض الحقيقي، ونضارة اللغة التي أحيت الأبداع، اليوم بعد أكثر من خمسة عقود أليس حريٌّ بنا أن نعود إلى درس النبض، لاسيما مع الانتصارات التي يحققها السوريون، أليس من حقنا أن نتابع المبدع الذي يستلهم الوطن وجراح من ارتقى لنكون هنا، الحياة لا تقف عند يباس أبداً، وما كان من يباس عُزل إلى غير رجعة، بمعنى آخر هناك من يشيِّع اليأس والقنوط بين الناس، ولكنهم واهمون، ولسوف يخفقون كما أخفق غيرهم، لأننا أبناء النصر، والفعل والقدرة على ابتكار معان جديدة تقودنا إلى حيث يجب أن نكون، نحتاج لغة جديدة، ورؤية جديدة ترتقي إلى ما قدمه السوريون من تضحيات، جميعنا مقصرون نحوها.
رؤية-هناء الدويري