الغذاء والدواء

يُجمع المراقبون على صعوبة ما نمر به من أزمة اقتصادية متشعبة وخانقة بكل المقاييس المعيشية، ويوماً بعد يوم يشتد الاستهداف الخارجي والعقوبات الظالمة، لتطول مزيداً من القطاعات المتاخمة لحاجات المواطن السوري الأساسية، وحتى الدواء وخصوصيته لم تستثنَ من هذه الأجندة العدوانية واللئيمة على بلدنا.

ولاشك أن هذه الظروف باتت تتطلب جهوداً بمستوى الاستهداف والتوجه نحو القطاعات الأكثر تضرراً وتماساً بالحياة المعيشية والصحية للمواطن، فهناك شيئان مهمان لا يمكن الاستغناء عنهما الغذاء والدواء، وهما اليوم أمام تحد كبير، ولطالما حافظت سورية على أولويتهما وتوفيرهما في أصعب الظروف، لكن ما يحصل اليوم من ضغوط خارجية وجشع محلي من قبل تجار الأزمات سبق كل القوانين بل إنه تجاوزها في زيادة الضغط على معيشة المواطن.

وربما يكون مكرراً الحديث عن الموارد الطبيعية والذاتية في سورية، وأهمية استغلالها بطريقة صحيحة، وتحفيز العملية الإنتاجية والصناعية، لكنه اليوم جزء من الحل، وهنالك أرضية مهمة يتمتع بها بلدنا ولابد من العمل على إعادة الإقلاع بما هو متوقف، وتأمين الاستمرارية والديمومة لما هو منتج فأي حل لمرة واحدة لا يكفي لأنه مجرد حل مؤقت وبالتالي خسارة دون جدوى، فالتحول بات عالمياً من الاستهلاك إلى الإنتاج وما يقابلهما من تنمية مستدامة.

من المؤكد أننا نمتلك مقدرات مهمة قادرة على انتشالنا كما في كل مرة لتكون مجرد أزمة عابرة، لكن هذه المرة ربما يكون التحدي أكبر في اختبار مدى القدرة على وضع آلية جدية ومدروسة على مستوى ما نعانيه من ضعوط، وبالتالي يتطلب الأمر قراءة عميقة وتوظيفاً صحيحاً على مختلف الصعد، للتخفيف من فاتورة الهدر والنهوض في مختلف القطاعات، وأعتقد أن مثل هذه المحن يجب أن تسهم في انزياح من هو فاسد وأيضاً من هو غير قادر على أن يقدم أو ينتج ما يساعد على تجاوز الأزمة سواء كان في القطاع العام أو الخاص، وتضامن الأصدقاء واستمرار المطالبة بفك الحصار والعقوبات الجائرة على بلدنا وشعبنا.

الكنز-رولا عيسى

 

آخر الأخبار
توزيع ألبسة شتوية على مهجري السويداء في جمرين وغصم بدرعا   زيارة مفاجئة واعتذار وزير الصحة..  هل يعيدان رسم مستقبل القطاع؟   5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب"