كلما ضاقت أنفاس دونالد ترامب بالخسارات وابتلاع غصات الخيبة، يهرب من تأزمه الداخلي ومن تعثره على مطبات السياسة لرعونته وحماقاته وتهوره، ليلوذ بعيدان ثقاب إرهابه الاقتصادي بأسلوب الجبان الوضيع الذي يحرق الأرض التي نسفت مشاريعه الاستعمارية، ويفرض طوق الحصار الخانق والعقوبات انتقاماً لغطرسة مرغت بتراب الاخفاقات وفشل مخططات هيمنته في المنطقة.
وعلى خطا تعسف وتجبر الإدارة الأمريكية وبتبعية ذليلة ينساق كل من يمتهن الإذعان للمشيئة الأمريكية من دول الغرب الاستعماري ويرتضي السير بعمى ضمائر وانعدام الحس الأخلاقي مكبلاً بقيود المهانة في ركب البلطجة الأمريكية، ليكشف الاتحاد الأوروبي على الملأ عورات ارتهانه للمجرم الأمريكي ولهاثه وراء سراب تحصيل فتات مكتسبات من بين أنياب الذئب الأميركي .
إعلان تمديد العقوبات الجائرة والمجحفة على الشعب السوري في هذا التوقيت يكشف عدا عن فداحة الإجرام الأميركي والتطاول العدواني على القانون الدولي، يكشف التخبط والعجز في منظومة العدوان والافلاس الميداني، فإشهار سكاكين العقوبات وسيوف الإرهاب الاقتصادي هي وسيلة المفلس الحاقد بعد أن أخفق في الوصول إلى مبتغاه رغم كل ما ارتكبه من جرائم ونفذه من أجندات عدوانية.
فبعد أن فاق حصاد الخيبات والهزائم الميدانية بذار الإرهاب والشر التي بذرتها الإدارة الأمريكية على كامل الجغرافيا السورية لسنوات عشر من عمر حربها الإرهابية التي شنتها على الدولة السورية، وامتلأت سلال واشنطن بكل أنواع الهزائم السياسية والعسكرية، ظل النصر بشقيه السياسي والعسكري قطاف سوري بامتياز في كل المعارك التي خاض غمارها الجيش العربي السوري، الأمر الذي أصاب ترامب بالذعر من القادم السوري المرتقب والمحتوم لاستكمال تطهير الأرض من دنس الإرهاب ودحر المحتلين والغزاة ونسف المشاريع الاستعمارية.
ولأن ترامب تاجر دماء وإرهاب مفاهيمه في الربح والخسارة تنحصر بالمقامرات الغبية للتعويض، يسعى لرتق ثقوب خساراته بمسلات التصعيد العدواني في الجزيرة وإشعال حرائق للمحاصيل يظن أن سحب دخانها سيخفي أعمال اللصوصية ونهب المقدرات السورية التي يمارسها ويهدف من خلالها لإرغام أهالي الجزيرة لمغادرة أراضيهم وممتلكاتهم عنوة وتحت الترهيب لمنحها لأدوات إرهابه، فأطلق غربان إرهابه في مشهد عدواني وقح لتحوم فوق الجزيرة السورية ليكون خراباً يبني على ركامه قواعد إرهابية جديدة يطوق من خلالها حقول النفط التي يمعن في سرقتها.
لم يعد يدري ترامب العالق في عنق زجاجة التأزم الداخلي في بلاده والمتأرجح على حافتي فشل سياسي واخفاق ميداني على أي جدار يسند عجزه الذي بات حبلا يطوق عنق أمنياته بتجديد ولاية رئاسية جديدة بعد أن أشعل نيران العنصرية ضد المواطنين الأمريكيين ووقف يتفرج متفاخرا بمشهد الاحتراق، متغافلاً أن نيران الإرهاب والعنصرية ستحرق اليد العابثة عاجلاً أم آجلاً، فلا الإرهاب باق ولا وجود قوات احتلاله على الأراضي السورية سيطول، وحبل العقوبات الجائرة الممدود للتضييق على حياة السوريين سيلتف على عنق أطماعه ويخنق أوهامه.