ثورة أون لاين- فاتن عادله:
وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد العنصرية الأميركية والتي امتدت بدورها إلى خارج الولايات المتحدة الأميركية، استغل مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن فرصة ترشيحه رسمياً للانتخابات الرئاسية من قبل حزبه مقابل الرئيس دونالد ترامب، ليس لإطفاء نار العنصرية المتأججة، بل ليصب مزيداً من الزيت على نارها المشتعلة منذ نحو أسبوعين.
فرغم أن الانتخابات المقررة في 3 تشرين الثاني المقبل تقترب والوضع الأمني بحاجة إلى مزيد من الهدوء وامتصاص غضب الشارع وتحويله إلى صالحه، إلا أن بايدن أثبت أن العنصرية متجذرة لدى أميركا ومسؤوليها ورؤسائها أياً كانوا وهي لن تختفي من المجتمع الأميركي، ولا يمكن لأحد أن يعمل على إلغائها أو التخلص منها، وقد أقر بلسانه عقب ترشيحه رسميا من قبل حزبه “الديمقراطي” لمنافسة ترامب بأن انتخابه لن يقضي على العنصرية الممنهجة المستشرية داخل المجتمع الأميركي.
بايدن الذي يحاول كغيره من المسؤولين الأميركيين تسويق نفسه واستثمار الحدث لمصلحته السياسية وليس لمصلحة المحتجين حاول أن يبني أيضا على عنصرية ترامب كي لا تكون سياساته القادمة بحال فوزه بالانتخابات صادمة للشارع الأميركي، ويتهم بفعل عكس ما يقوله، وهذا ما بدا واضحا بحديثه: “إن الكراهية لم تبدأ مع ترامب، ولن تنتهي عنده،إن تاريخ بلادنا ليس خرافة، ولا يضمن نهاية سعيدة، ولكن كما قلت سابقاً، نحن في معركة من أجل روح هذه الأمة، إنها عمليات شد وجذب مستمرة طوال الـ200 عام الماضية”.
يذكر أن بايدن جمع 1991 مندوباً وهو ما ضمن ترشحه بعد إجراء الانتخابات في 7 ولايات والعاصمة واشنطن الثلاثاء الماضي.
هذا المشهد العنصري ضد المواطنين الأميركيين وعمليات التفرقة بين السود والبيض، يدفع الشرطة إلى إكمال نهجها العنصري كمن يحكمها، فالعنصرية لم تولد اليوم مع قتل الشرطة لفلويد ولن تتوقف، بل عمليات القتل مستمرة ومتجذرة أيضاً لدى الشرطة الأميركية وهو ما تزامن أيضاً مع قتلها أشخاص عدة خلال الاحتجاجات الحالية، كما أن هناك المئات ممن يقتلون سنوياً على أيديها وخاصة المواطنين السود.
وبحسب التقديرات فإن الشرطة الأميركية تقتل نحو 1200 شخص كل عام في أميركا ولكن في نحو 99% منها لا يتم اتهام الضباط بأي جريمة، فبين عامي 2013م و2019م تم توثيق 7666 حالة قتل على أيدي الشرطة وفق ما نقلت بي بي سي البريطانية عن نشطاء قولهم حول عمليات العنف التي تجري، حيث إن الغالبية العظمى من ضباط الشرطة الأميركية الذين يرتكبون جرائم القتل العنصرية لا تتم إدانتهم بسبب الحماية القانونية التي يتمتعون بها بموجب القانون الأميركي!.