تمعن الإدارة الأميركية العدوانية بقيادة الرئيس العنصري دونالد ترامب بإرهابها العسكري والاقتصادي والإعلامي ضد الشعب السوري، وتوعز لأدواتها من التنظيمات الإرهابية كداعش والنصرة وأشباهها ومن الدول والحكومات كالنظام التركي للقيام بالدور الإجرامي ذاته، ثم تحاول تضليل العالم بأنها تحارب الإرهاب وتسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
تنتهك هي وعملاؤها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وصكوك حقوق الإنسان من خلال حصار السوريين وتجويعهم، وإصدار تشريعات مزيفة لتحقيق هذه الغاية كما هو الحال مع ما تسميه واشنطن (قانون قيصر) ثم تتباكى على حقوق الإنسان التي تنتهكها حتى داخل أراضي الولايات المتحدة، وأمام تمثال الحرية التي تتغنى به وتعتبره رمزها، وهي تمارس أبشع الممارسات العنصرية بحق مواطنيها السود تحت شعلته.
تحبط أميركا وأدواتها العميلة أي مبادرات أو مشاريع قرارات تتضمن المطالبة بوضع حد للآثار السلبية التي تخلفها العقوبات الظالمة على الشعب السوري والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب، والمرفوضة أخلاقياً وقانونياً من قبل المجتمع الدولي كله، وتوغل أكثر في محاولة تجويع السوريين ويتباهى ما يسمى مبعوثها إلى سورية بأن بلاده نجحت في هذا الحصار والتجويع، ثم تضلل العالم بأنها تقدم المساعدات الإنسانية للشعب السوري وشعوب المنطقة.
الأمثلة هنا أكثر من أن تعد وتحصى، ويكفي أن نشير إلى أنه في الوقت الذي قامت به الحكومة السورية بإطلاق إستراتيجية الاعتماد على الذات في المجال الزراعي والانطلاق من سهل الغاب لتحقيق الاكتفاء الذاتي باعتباره خزان سورية الزراعي، قامت واشنطن وأداتها النظام التركي بالإيعاز إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة لنشر الفوضى في سهل الغاب ونفذت هجومها بالعربات المفخخة والإرهابيين الانتحاريين على نقطتين من نقاطنا العسكرية، لكن أميركا خابت وخاب ظن أقطاب منظومة العدوان عندما تصدى جيشنا الباسل لها وكبدها خسائر فادحة.
لكن المفارقة الصارخة أنه ورغم أن أميركا تنتهك القانون الدولي عبر إرهابها المذكور وعبر ما يسمى قانون قيصر، ورغم أن إجراءاتها الظالمة والجائرة تشكل جريمة حرب ضد الإنسانية فإن المؤسسات الدولية الحقوقية والسياسية تبقى صامتة ولم نسمع صوتها ولم نر بياناتها التي تطالب واشنطن وأدواتها بالتخلي عن سياستهم العدوانية وإنهاء عقوباتهم الجائرة بحق السوريين.
لم نرها تطالب واشنطن بالكف عن تضليل العالم بأنها تقدم للسوريين المساعدات، بل إن معظم هذه المؤسسات تتماهى مع السياسة الأميركية وتتناغم مع عدوانها، دون أن يدرك أقطاب منظومة العدوان، ومعهم من يتناغم مع مخططاتهم في تلك المؤسسات، أن (قيصرهم) لن يحقق أهدافه ولن يكون حصان طروادة الجديد، وأن الشعب السوري لديه من الوعي والوطنية والإرادة والشجاعة ما يكفي لطي صفحاتهم الإجرامية ومخططاتهم وتضليلهم وحتى إشاعاتهم المغرضة الفاقدة لأي مصداقية.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة