تعددت الإدارات الأميركية، لكن إرهابها وعنصريتها ظل واحداً، أينما حلت وكيفما حلّت وفي أي زمان.. فلم يشهد التاريخ أسوأ وأكثر شيطانية من أرباب السياسة الأميركية ومنتهجيها، في تعاطيهم مع أي حدث أو مفصل قد يوصلهم إلى أهدافهم.
على ما يبدو أن أسس العربدة الأميركية أصبحت تكمن في تفاصيل المشهد العنصري والإرهابي، حتى دمجت بقباحة تصرفاتها وخبث أفكارها بين ما هو سياسي وعسكري وبين مبادئ الأخلاق والإنسانية المغيبة تماماً في مفاهيمها.
فبعد أن جثى دونالد ترامب بركبة عنصريته على كل القيم الإخلاقية والإنسانية والقوانين والأعراف الدولية.. اليوم مرشح الانتخابات الرئاسية عن الحزب “الديمقراطي” جو بايدن يبدو أنه بدأ يتسلق على رتبها، آخذاً على عاتقه تلوين حملته الانتخابية بدماء جورج فلويد بهدف النجاح في رحلة الوصول إلى البيت الأبيض، فقدم مثالاً واضحاً عن مزاعمه لادعاءات التصدي للعنصرية.
فهو يستغل الفرصة ليتلو خطابات إنسانيته الكاذبة وادعاءات رفضه للعنصرية على مسمع العالم، مغلفاً أفكاره بأوراق زينة مهترئة، لتظهر فيما بعد وهي تدور في الفلك المرسوم له أميركياً نفسه، والتي سرعان ما سيعود إليها في حال وصوله إلى الرئاسة ليمضي قدماً في متابعة مسيرة أسلافه في الإرهاب والعنصرية، فالخطُّ الإرهابي واحد والنهج العنصري واحد من السلف إلى الخلف.
كل تلك الحناجر التي حولها فلويد إلى احتجاجات كبرى تنادي بصرخات وصيحات الوجع للقضاء على العنصرية، لم تردع حكام أميركا من التسلق على أجساد الضحايا عبر البحث عن رحلة الخروج بمكاسبهم الدنيئة إلى الضوء، في ظل المشهد القاتم التي رسمته أيديهم الملطخة بالدماء.. وما أكثرها من مشاهد في تاريخ أميركا الحديث والقديم.
نافذة على حدث- أدمون الشدايدة