على مدى أكثر من عام من انتهاء الحرب الأميركية المزعومة ضد تنظيم داعش الإرهابي في الجزيرة السورية، والأهالي هناك يلاحظون قوافل أميركية محمية عسكرياً تتحرك جيئة وذهاباً بين العراق وسورية، حيث لا يكاد يمضي أسبوع إلا وتتكرر مثل هذه العملية اللافتة للنظر، ما دفع الأهالي لاعتراض طريق هذه القوافل مرات عديدة في الأشهر الماضية بسبب غضبهم من السلوك الأميركي الاحتلالي، ورفضهم المطلق لوجود قواته غير الشرعية في مناطقهم، ولاسيما أنه يهدد وحدة وسيادة بلدهم ويؤذيهم بشكل مباشر، حيث أحرقت مروحيات أميركية مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وأمرت مرتزقة قسد بعرقلة تسليم محصولي القمح والشعير الإستراتيجيين للدولة السورية.
غير أن أكثر ما يلفت النظر ليس سرقة الأميركيين للنفط السوري كما فعل داعش ونظام أردوغان، فهذا بات معروفاً للجميع، وإنما تلك الشاحنات الضخمة التي تأتي وتذهب دون الكشف عن محتوياتها، واستخدامها معابر غير شرعية بين البلدين ومرافقتها من قبل عربات مصفحة وطائرات مروحية لمنع تفتيشها، ما يعزز فرضية قيام الأميركيين بسرقة أشياء أخرى غير النفط، كقيامهم بأعمال حفر بحثاً عن ثروات ثمينة من أجل سرقتها أو تهريب بعض آثار المنطقة، ولا نستبعد قيامهم بدفن مخلفات غير قانونية في أرضنا للإضرار بشعبنا الذي يرفض وجودهم قبل أن يضطروا للمغادرة عندما تتصاعد مقاومته ضدهم أكثر فأكثر، ولا شيء مستغرباً على الإدارة الأميركية التي تتصرف بعدوانية مطلقة ضد الشعب والدولة في سورية.
لقد اعتدنا الأميركي مجرد لص يسرق وينهب ثروات الشعوب، ولا يتورع عن القيام بأي عمل مدان ومستنكر طالما يلبي له أطماعه، فقد كان احتلال العراق من أجل السيطرة على نفطه، ولا يمكن لعاقل أن يصدق أن الوجود الأميركي في سورية هو لخدمة الشعب السوري ومساعدته على إيجاد حل سياسي كما يدّعون، ولاسيما أن إدارة العدواني ترامب تطبق حصاراً اقتصادياً جائراً ضد السوريين وتضع شروطاً لا يمكن القبول بها لقاء خروج قواتها، ما يحفز أهلنا في الجزيرة السورية أكثر على مقاومة هذا الوجود الاحتلالي وفض أسراره ونواياه الدنيئة، ولاسيما أنه تذرع بمحاربة الإرهاب فكان أشرس وأعتى من الإرهابيين الذين وطئوا الأرض السورية خلال السنوات الماضية.
عبد الحليم سعود:نافذة على حدث