لاشك أن الحياة لا تسير وفق أفكارنا ورغباتنا، فثمة ما يتعارض مع ما نريده ونطلبه أحيانا يكون هذا التعارض بمثابة الصدام وأحياناً أخرى يكون كما لو أنه ضد فكرنا.
اليوم عدد كبير من المتابعين، يترقبون نجوم الفيسبوك وما ينشرونه، هؤلاء صنعوا لأنفسهم وجوداً في هذا العالم الافتراضي من خلال الثرثرة وإعطاء آراء مخالفة للسائد من باب الاختلاف.. نشر أخبار تحت مسمى (عاجل) لكنها في جعبة الكثيرين قبل ظهورها على صفحاتهم…
المضحك المبكي أن فضاءنا مملوء بهؤلاء الذين يملون آراءهم ويفرضونها علينا، ويؤسسون قاعدة جماهيرية افتراضية من متابعين لا يسمحون لأحد أن يمس “نجمهم” بكلمة، فيخولونهم أن يكتبوا ما يشاؤون من معلومات وأخبار قد تكون خاطئة وربما مؤذية من دون أدنى مراعاة للآخر!
هؤلاء أخذوا بريقهم على مواقع التواصل الاجتماعي بامتياز، أما متابعوهم الذي يتعدون المئات وربما الآلاف، سواء على “فيسبوك” أو “أنستغرام” أو يعطونهم القوة والدعم ليؤكدوا لهم أنهم أداة مؤثرة بالقرارات وجلب الأخبار أو المعلومات، ناهيك عن التصوير اليومي مع شخصيات سياسية أو فنية أو ..الخ.
صحيح أن السوشيال ميديا لها جوانب إيجابية من حياتنا، لكن من جهة أخرى لها نتائج مؤسفة، وقد نجح هؤلاء، في إيجاد بيئة حاضنة لهم، بسبب قلة وجود الشخص النموذج الحقيقي للمثقف والواعي والمفكر ومن يحدث اختلافاً.
أهداف وجودنا أكبر من أن نسقطَ في صغائر الأمور ومشاكلها… وثمة من يدرك خطورة ما نتحدث به على مجتمعنا، ما نريده اليوم بالفعل هو شيءٌ مختلف تماماً، خاصية لا بد أن نمتلكها ونغذيها ونعلمها لأبنائنا، هي الثقافة الحقيقية والإعلام المهني الموضوعي، حتى يبقى الأملُ موجوداً في مجتمع أكثر ثقافة وعلماً، وقادر على الفعل والعطاء والبناء.
عمار النعمة – رؤية