ثورة أون لاين – هفاف ميهوب:
إنه شعار المبادرة التي أطلقها مجموعة من الشباب المتطوعين لنشر ثقافة القراءة وإعادة القيمة إلى الكلمة.. شباب “نادي الثقافة والفنون” المنطلق من محافظة طرطوس، والحاضن لنشاطات ملتقى “اقرأ معنا”.. الملتقى الذي قدم خلال فترة الحجر الصحي، مسابقة “خليك بالبيت” التي تدعو المشاركين لاختيار كتابين من أصل ستة كتب يتم طرحها في إعلان المسابقة التي يقوم المشترك فيها بإبداء رأيه بشكلٍّ أدبي ومختصر بالكتابين اللذين اختارهما. بعدها، تقدّم المشاركات إلى لجنة التنظيم، ومن ثم إلى لجنة التدقيق والتحكيم.
فعلوا هذا في الوقت الذي تراجع فيه دور الثقافة والمثقفين، وبعد أن تفاقمت الأزمات والأوبئة التي واجهوها بفعاليات ومسابقاتٍ كان هدفهم الأساسي منها، الارتقاء بالكتاب عبر التشجيع على قراءته، ولاسيما الأطفال والشباب السوريين.
كلّ هذا جعلنا، نسعى إلى مواكبة نشاطات هذا الملتقى والهدف منه، وآلية عمله والفعاليات التي يقيمها، وغير ذلك مما سألنا عنه “مثال محمود” أحد أعضائه المؤسسين، فقالت لنا:
“نشأ الملتقى منذ أكثر من أربع سنوات، كمبادرة شبابية تطوعية وهو حاصل على موافقة التجمع الثقافي. هدفنا منه، التشجيع على القراءة، وإعادة صداقة الكتاب وتعزيز ثقافة الحوار وتقبل الرأي الآخر..
يقوم الملتقى على ثلاث فرق. فريق مؤسس، وفريق داعم ثقافي، وفريق شبابي.
أما بالنسبة لنشاطه الأساسي، فهو مناقشة كتاب شهرياً، واستقبال كتّاب ومترجمين.. عرض أفلام سينما.. ندوات حوارية.. نشاطات تنموية توعوية للأطفال واليافعين.. مكتبة للإعارة..
يُطرح الكتاب الشهري للقراءة، وتتم مناقشته مع ضمان توفره الكترونياً وورقياً، وذلك بعد أن يقترح فريق الأعضاء، أكثر من كتاب.
تتم مناقشة الكتاب المقترح، بعد تحديد الموعد والمكان الذي يتم في جلسة وأصبوحة ثقافية شهرية، يسودها جو من النقاش البنّاء والحوار الممتع الفعال، المبني على تقبل واحترام الرأي الآخر.
طبعاً، ليست مهمتنا تقييم الكاتب، وإنما الأفكار وأبعادها وتأثيرها على شخصية القارئ، وقدرتها على جعله يتعرف على الثقافات الأخرى، ويتبادل الأفكار والآراء.
في نهاية الجلسة، تُقدم نشاطات شعرية وموسيقية مرافقة، وهي لمواهب سورية شابة. بعدها، يتم عرض ملخص عن مضمون الجلسة مرفقاً بالصور والفيديوهات.
من نشاطات الملتقى أيضاً، إطلاق مبادرات مستمرة أهمها: مسابقة قصة قصيرة للأطفال.. ماراثون القراءة لطلاب جامعة طرطوس.. ماراثون القراءة للأطفال.. مسابقة خليك بالبيت للقراءة الالكترونية.
بدأت هذه المسابقة في شهر نيسان، وعندما اضطرّنا الحجر الصحي لتحويل نشاطاتنا إلى إلكترونية.. تقدم إليها واحد وخمسون مشتركاً، تتراوح أعمارهم من 19-35 عاماً، ومنذ أيام تمّ تكريم الفائزين ممن قدموا النصوص الأكثر إبداعاً.. تم تكريمهم ضمن حفلٍ أقامه الملتقى في مقرِ نشاطاته، واعداً بالمزيد من المسابقات التي نسعى من خلالها، لتشجيع القراءة الراقية والواعية.
بكل الأحوال، يبقى هدفنا الأول والأساسي، الوصول إلى الشريحة غير القارئة وجذبها لعالم القراءة، ويتنوع لدينا القراء بين عدة مستويات، وهذه المستويات تتنوع أيضاً في مشاركاتها أثناء المسابقات، فهناك قارئ سطحي، وهناك قارئ يذهب للعمق”.
هفاف ميهوب