فيما العالم مازال يكافح ويعمل بكل طاقاته للوصول إلى حل لوباء كورونا الذي فتك بالملايين، والولايات المتحدة الأميركية كانت ومازالت على رأس قائمة الإصابات والوفيات، ومع ذلك كله، ثمة عفن ودخان أسود طفح من البيت الأبيض ذي السلوك الأسود، ترامب مشغول بتغريداته التي يظن أنه من خلالها يدير العالم، فهو الطبيب والسياسي وغير ذلك، لتكون المحصلة رماداً لا قيمة لأي من تغريداته، بل توصف بأنها كاذبة، مشغول بغير ما يجري في الولايات الأميركية من احتجاجات على الظلم والقهر والتمييز العنصري، ليس مشغولاً بالبحث عن حلول مهما كانت بسيطة، بل يصب الزيت على نار تتقد كل يوم بازدياد.
ليأتي جون بولتون الشخصية الأكثر عدواناً في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، ذو المواقف المنبوذة في الأمم المتحدة، ومن بعدها في البيت الأبيض حين كان مستشاراً للأمن القومي الأميركي، يأتي وفي جعبته الكثير مما كانا (هو وترامب) يعدان له، نار وحرائق، وكواليس عفنة، وفضائح كبرى تدل على الانحدار المريع الذي تمارس من خلاله الإدارة الأميركية سياساتها واسترايجيتها الخارجية، وإذا ما كان كتاب ما يفعل هكذا بترامب، فما بالك بالكثير من الكواليس التي تخفي وراءها ما يزكم الأنوف ويجعل العالم يصاب بدوار من الخبث الذي تعمل به الإدارات الأميركية، لن يصرح بولتون بكل ما في جعبته من كبائر، ولن يفعل لا هو ولا أي أحد من المسؤولين الأميركيين، لسبب بسيط أنهم جميعاً أسوأ من بعضهم البعض، وكلهم يتبارون في الكذب والعمل على الإساءة للشعوب والأمم التي لا تمضي في ركبهم، ببساطة واختصار: تاريخ الولايات المتحدة الأميركية ليس أبيض، ولا هو كما يقال عنه، بل في الكواليس والأقبية والغرف التي عشش فيها عنبكوت السم، حاذروا أن تقرؤوا تاريخهم كما يكتبونه، ثمة آخر يطفح حيناً ولكنه مخفي، قد ينفجر يوماً ما ليغرقهم بقذاراته.
البقعة الساخنة- بقلم أمين التحرير: ديب علي حسن