ثورة أون لاين – حسين صقر:
بات معروفاً أن ما يمر به السوريون من ظروف معيشية صعبة، سببها الحصار الاقتصادي الغربي الجائر والعقوبات الأميركية الظالمة التي تستهدف المواطن في لقمة عيشه، ومن المؤكد أن تلك العقوبات هدفها الضغط على الحكومة السورية من أجل الانصياع لإملاءات واشنطن، والقبول بالمشروع الصهيو أميركي الرجعي التدميري للمنطقة كأمر واقع، ولهذا لجأ أصحاب ذاك المشروع لهذا الأسلوب بعد أن أخفقت مخططاتهم ومحاولاتهم عسكرياً وتلقت عصاباتهم الهزائم الكبيرة، كما تلقى معارضو فنادقهم أيضاً هزائم سباسية وإعلامية.
ولهذا يجب علينا كمواطنين أن نبحث عن وسائل أخرى للعيش ورفد الاقتصاد عبر المشاربع الأسرية الصغيرة والمتوسطة سواء كانت صناعية أم تجارية أم زراعية، كما أنه على الحكومة إيلاء الأهمية اللازمة لتلك المشاريع كي تحيا وتنهض وترى النور، وذلك عبر تمويل تلك المشاريع.
فإذا كانت تلك المشاريع زراعية، من المعروف أنه لدينا مساحات واسعة وخصبة من الأراضي، ولدينا من المياه الخير الوفير، فضلاً عن أن هناك بعض المناطق لا تحتاج إلى سقاية بسبب التنوع المناخي، وبرودة الطقس ولاسبما في المناطق الجبلية التي تصلح أراضيها لمختلف أنواع الزراعات.
هذه المشاريع تقوم بعد أن يتم إعطاؤها حقها من حملات التوعية والإرشاد للمواطنين، بحيث تكون هناك هجرة معاكسة من المدينة إلى الريف، والارتباط بالأرض و ترسبخ و توثيق العلاقة معها، أما صناعياً فيجب تهيئة بعض المناطق لإقامة الورش البسيطة على مختلف أنواعها، و ذلك عبر إعادة تدوير بعض الأجهزة والخرداوات المستعملة والاستفادة من بعض القطع التي كانت مهملة ومرمية بدل الاعتماد بشكل كبير على الاستيراد.
وهناك ايضاً المشاريع التجارية التي تقوم على تعليب المنتجات الزراعية وتوفير الأعلاف للمواشي من خيرات الأراضي بدل الاعتماد على الأعلاف المصنعة والتي تحتاج إلى مواد خام مستوردة.
بعض المواطنين بدؤوا بتلك المشاريع وكل حسب إمكاناته المتوفرة والمتواضعة، ولكنهم مازالوا بانتظار الدعم الحكومي، وتمويل تلك المشروعات سواء فيما يخص البذور أم التشجير ام توفير الأسمدة العضوية من أصحاب المواشي بقروض ميسرة، أما أصحاب الورش الصغيرة يأملون بتوفير مكان يجمعهم ولو كان عبارة عن أبنية من الزنك والأخشاب ومسبق الصنع بالأدوات والمواد البسيطة.
أحد الموظفين المقيمين منذ أكثر من عشربن عاماً في المدينة يقول: أقوم حالياً باستصلاح أرضي المهملة منذ ذلك الوقت الذي قدمت فيه إلى دمشق من أجل العمل، ثم تعليم أبنائي لاحقاً، واليوم مع فرض الغرب الاستعماري عقوباته الجائرة، لابد لنا من الاعتماد على أنفسنا للتخفيف من وطأة الأوضاع المعيشية الصعبة التي نواجهها، وذلك من خلال عودتنا للأرض والعمل بها، وأقول حتى لمن ليس لديه أراض ومساحات أن يزرع أي شيء قابل للحياة على الشرفات وفي الوجائب وعلى حواف النوافذ، على الأقل جزء من الخضراوات التي يحتاجها المنزل، مضيفاً أنه يعلم تماماً ان ذلك لن يكفي ولن يسد إلا جزءاً بسيطاً لايذكر، لكنه يقهر أعداءنا ويدفعهم لإعادة الحسابات معنا، وهو ما يجعلهم يدركون أننا شعب لن يقبل الضيم ويقارع قسوة الظروف والحصار.
كذلك دعا موظف آخر لديه ورشة كهربائيات أصحاب المهن والحرفيين لمتابعة أعمالهم، والقبول بالحد الأدنى من الأرباح لتشجيع حركة البيع والاستهلاك والشراء، وتمنى على أصحاب المحلات التجارية القبول بذلك الحد، وطالب الحكومة بتشديد إجراءاتها الرقابية على الأسواق وضبط والأسعار.