الحكومات في جميع بلدان العالم تضع خططاً وبرامج اقتصادية وتنموية لرفع وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين وتقييم الأداء والنتيجة التي وصلت إليها وتدرس الأسباب الموجبة وغير الموجبة وتعمل على تجاوز المعوقات، وإذا ما تعثرت ولم تتمكن من تنفيذ الخطط والبرامج فإنها تكون شفافة وصريحة أمام جمهورها، وتصارحه في النتائج والأسباب وهذا يوجد حالة من الانسجام والتعاون والتفهم ويرسخ الثقة بينها وبين مواطنيها، ويسهم إلى حد كبير في مساعدة الناس للحكومة نفسها في تجاوز العديد من المطبات والمشكلات التي قد تواجه الحكومة من تداعيات عدم النجاح في الوصول إلى أهدافها التنموية والخدمية.
وإذا ما ناقشنا هذه العلاقة بين المواطن والحكومة وتحدثنا عن بعض تفاصيلها الهامة فإننا نكون أمام علاقة غير مكتملة، فالمواطن يطالب حكومته باستمرار بتقديم الخدمات، وتأمينها وتوفير فرص العمل المناسبة واللازمة وزيادة دخله ونتاجه المحلي بما يؤمن له العيش الكريم وهو لا يدخر جهداً ولا يترك مناسبة إلا ويطالبها بالمزيد والأفضل والأحسن وهذا أمر طبيعي ومن حق المواطن على الحكومة.
في المقابل هناك الكثير من الواجبات التي يجب على المواطن القيام بها وإنجازها وتحمل المسؤولية بشأنها تجاه الحكومة، إذاً العلاقة تكاملية يتم خلالها تبادل الحقوق والواجبات بين الطرفين كل حسب موقعه ومسؤوليته.
في الأزمات والشدائد تختلف الأمور وتتبدل بعض الأولويات وتصبح الحكومة بأشد الحاجة إلى المواطن في جميع الظروف والأوقات، وهنا يبرز دور المواطن الوطني والأخلاقي والمسؤول خاصة في الأزمات الكبيرة والحروب كما هو حالنا الآن. والواقع أثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن المواطن السوري ضرب أروع الأمثلة وأكثرها تعبيراً عن الصمود والصبر، وذهب بعيداً في تحمل الآلام والأوجاع وظروف الحياة الاقتصادية وما يتبعها، وهو يدرك تماماً أن الحصار والإرهاب ومن في حكمهما وراء كل ذلك…
لكن ما أوصل العلاقة بين الطرفين (الحكومة والمواطن) إلى ما وصلت إليه الان هي أمور عديدة ساهمت بعض الجهات الرسمية عن غير قصد باتساعها وتفاقمها، من خلال عدم شفافيتها ومصارحتها لهذا المواطن وفي معظم الأحيان عدم الصدق معه أو في الحد الأدنى فشلها في بناء علاقة صريحة وتسويق أفعالها وإنجازاتها وهذا جوهر القضية وعنوانها الرئيسي.
إن طرفي المعادلة (الحكومة والمواطن) يجمعهما في النهاية قاسم مشترك واحد هو الوطن..!!فليكن هذا القاسم المشترك نقطة الالتقاء والعمل.
حديث الناس – هزاع عساف