ثورة أون لاين -ديب علي حسن:
من جديد يعودون إلى النفاق والمصطلحات المخاتلة, بعد أن أفلسوا على الأرض في عدوانهم المستمر على سورية منذ ما يقارب عشر سنوات، لم يتركوا وسيلة مهما كانت دنيئة وخبيثة إلا وجربوها, من الإبادات الجماعية التي مارسوها بحق الشيوخ والأطفال والنساء, والقرى والمدن الآمنة, إلى استخدام الأسلحة الكيماوية بتشجيع من مشغليهم, مع ما رافق ذلك كله من ضخ إعلامي وتضليل مهول.
وعلى الصعيد الأممي حيث ما تسمى الأمم المتحدة كان مجلس امنها يمضي قدماً في كل ما تعد وتخطط له قوى العدوان على سورية, تارة باسم الإنسانية, وتارة أخرى بمصطلحات لا أحد يدري كيف تتفتق عبقرياتهم المضللة عنها, ومع ذلك كان الاخفاق سيد الموقف لأن ثمة شعباً سورياً صامداً يعرف كيف يناضل ويقاوم ويبتكر أدواته, ويمضي لصناعة غد.
اليوم تعود الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة إلى استخدام “النزعة الإنسانية” إن صحت التسمية, سمّها ما شئت, قانون إنساني, مساعدات, غير ذلك, لكنها في الواقع لا تقترب بأي معنى من الإنسانية, فهل القانون الإنساني هو الذي يبيح حرق المحاصيل, ومحاصرة الشعب السوري, اقتصادياً , بكل ما للكلمة من معنى, ولو كان بوسع الولايات المتحدة ومن يمضي في ركبها قطع الهواء الذي نتنفسه لفعلوا ذلك.
من يمنع الدواء والغذاء, وكل مقومات الحياة, كيف لنا أن نصدق أنه يفعل أمراً إنسانياً, كيف لنا ووباء كورونا يجتاح العالم, أن نصدق الأمم المتحدة التي تصمت في حصار الشعب السوري ؟
باسم الإنسانية التي يتبجحون بها يريدون إعادة تسليح الإرهاب على الأرض, وإعادة استنزاف المقدرات السورية, باسم الإنسانية يمارسون كل الجرائم والفظائع, هل الإنسانية أن ترسل الغذاء وكل الدعم لمناطق سيطرة المسلحين, وتدعي أنك حريص على أمن واستقرار سورية, وتتحدث عن الحرية والكرامة ؟
أين القانون الإنساني من كل ما يجري, أليس أكبر كذبة وأكثر مصطلح مخاتل عرفه العالم, ومع أنه أفلس لكنهم يريدون إعادة استخدامه, ولكنه لن يمر.