حريات شخصية

أكثر من ممتاز هو قرار إلزام كل قادم إلى البلاد بتصريف مائة دولار أمريكي بسعر الصرف الرسمي، لما يخلقه من رافد ولو بسيط بالقطع الأجنبي، مع اليقين بأنه بداية جيدة وموفقة لخلق قنوات مماثلة تكون في مجملها رافد قوي للخزينة
لعل المتابع للآراء التي تناولت هذا القرار بات يعرف أن السواد الأعظم من منتقديه هم من التجار ورجال الأعمال الذين استثقلوا المبلغ “الضخم” الذي يمنع عنهم رفاهية العيش، بعدما قاسوا الأمرّين في التقشّف خلال رحلات الاستجمام أم العمل إلى الشقيقة المجاورة أو إحدى المتربصات المقابلة بحراً
ولعل أغربها هو مناقشة مدى تعارض هذا القرار مع الدستور الذي كفل حق المواطن في العودة إلى بلاده.. بل وتجاوزه حدود الحريات الشخصية لكونه ملزم !! .
ألم يكن من شريحة هؤلاء ذاتهم من كفل لهم الوطن الحصول على القروض لغايات تنموية دعماً لاقتصاد البلاد، وأحياناً بالقطع عبر صناديق التمويل التي كانت موجودة قبل الأزمة؟
ألم يكن من شريحة هؤلاء من تاجر بالدولار والقطع على حساب الليرة السورية والمواطن، وقبلهما الوطن ناسياً الوطن برمّته في خضم حرب إرهابية ضد الوطن نفسه لم تبق ولم تذر !! .
غريب أمر هؤلاء.. يشتكون ضبوط التموين على ضآلتها، ويشتكون فداحة الضريبة على هزالها وشللها، كما يشتكون السيولة للعمل والإنتاج بل وحتى رواتب عمالهم، في حين تحفل صفحاتهم الشخصية بصورهم الباسمة بـ”براءة” في عواصم تستلزم بطاقة الطائرة إليها مقدار دخل مائة أسرة سورية على مدار اثني عشر شهرا !!.ً
جميل هو هذا القرار على المستويين الاقتصادي لضمانه “ساقية” من القطع، والاجتماعي لضمانه نهر جارٍ من فرح المواطن بإلزام التاجر أخيراً بشيء ولو بسيط.. كما هو بداية موفقة -هذا القرار- لضمانه مساهمة رمزية من رجال الأعمال تجاه الوطن ولو كانت إلزاما .ً
همسة بسيطة للحكومة وللسيد رئيس مجلس الوزراء شخصياً من باب حرية التعبير التي كفلها الدستور: التجار وكذلك الصناعيون مصنفون درجات من الأولى وصولاً إلى الخامسة، تأسيساً على حجم الأعمال (الظاهرة) وعدد العمال والمنشأت، وعليه ليس من الغضاضة في شيء لو تم التمييز بين المواطنين كما هي درجات رجال الأعمال في مسألة التصريف، بحيث يصرّف تاجر أو صناعي الفئة الأولى ألفاً أو أكثر من الدولارات بدلاً من المائة، مع تراجع المبلغ نحو الأقل حتى الفئة الخامسة، في حين يبقى المبلغ على حاله بالنسبة للمواطن العادي .
فقط من باب التعبير عن الرأي .

 الكنز- مازن جلال خيربك

آخر الأخبار
خطوة ذهبية باتجاه "عملقة" قطاع الكهرباء بين واشنطن وموسكو وبكين.. دمشق ترسم سياسة خارجية متوازنة مشاعر الأمومة الفطرية والتعلق المرضي... أين الصواب؟ شباب اليوم.. طموح يصطدم بجدار الفرص المحدودة الصين تعلن استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار سوريا الأوجاع المؤجلة.. حين يتحوّل الصبر إلى خطر "سوق الجمعة".. اقتصاد شعبي وسط الضجيج إدمان الإنترنت.. التحدي الرقمي للشباب كيف نتعامل معه؟ "صناعة حلب" تواصل استعداداتها لانطلاق "مهرجان التسوق" سوريا تبدأ موجة من الدبلوماسية القوية بعد سقوط الأسد استياء شعبي بعد رصد صورة لـ "المخلوع" داخل "تربية حلب" الانتخابات في سوريا.. الوزير الشيباني يطرح ملف الشرعية الشعبية إنتاجية زيت الزيتون بدرعا في أدنى مستوياتها.. وأسعاره تتجاوز المليون ليرة ارتفاع أسعار الألبسة الشتوية.. بين محدودية الدخل و"الهروب إلى البالة" لا زيادة على الغاز: "الطاقة" تؤكد وفرة المخزون واستقرار الأسعار بعد دخولهم المياه السورية بطريقة غير قانونية.. دمشق تسلّم 17 لبنانياً إلى بيروت الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أربعة شبان سوريين بعد اقتحام القنيطرة 600 مربي ماشية في عندان وحريتان استفادوا من مشروع دعم الأعلاف حلب بين نار الغلاء وبارقة تخفيض المحروقات.. فهل تُلجم الأسعار ؟ الأمطار أنقذت المحاصيل الشتوية وأوقفت أعمال الري بطرطوس