يقول المثل: «المرأة هي المنزل، والمنزل هو أساس المجتمع» وليس مصادفة أن نجد عدداً كبيراً من النساء تتصدر صورهن المشهد الانتخابي للمشاركة في الاستحقاق الدستوري، والدخول في عضوية المجلس التشريعي للدورة الحالية بعد أن أثبتت العديد منهن حضورهن الإيجابي الفاعل وساهمن في العديد من النقاشات في قضايا الثقافة والمرأة والطفل وقضايا المجتمع كافة في محاولة لتحقيق واقع يسوده التكافؤ الاجتماعي والعدالة والامتثال لتطلعات الشعب وآماله وتحويل هذه التطلعات والآمال إلى صيغ تشريعية وتنفيذية.
واليوم إذ نخوض تجربة جديدة في اختيار من يمثلنا تحت قبة البرلمان علينا الوقوف عند أهم المعايير التي يجب أن تكون بوصلتنا في الاختيار الصحيح، وخصوصاً أن بلادنا تعاني ما تعانيه على الصعد كافة، فالنزاهة والكفاءة والتمسك بالوطن ووحدته الوطنية والاستمرار في بنائه يجب أن تكون أولوياتنا في الاختيار.
لم تكن السنوات العجاف التي اكتوينا بشرورها إلا دروساً قاسية للألم والمعاناة والتضحية، وكانت المرأة فيها هي الحلقة الأقوى التي قدمت فلذات أكبادها قرابين في ساحات الحرب، ومازالت سجلات التضحية تقدم لنا كل يوم أنموذجاً يحتذى في مسيرة العطاء والصبر والإصرار على الوقوف مع الوطن ولأجله حتى آخر دمعة من عيونهن.
وحتى نثبت أننا نتمتع بالوعي والمسؤولية، يجب أن ندرك أهمية اختيار من يمثلنا اختياراً نزيهاً بعيداً عن المصالح الشخصية وإغراءات الإعلانات البراقة لبعض المرشحين الذين لم يستطيعوا في تجربتهم السابقة أن يكونوا على قدر آمال الوطن وآلامه في مرحلة كانت هي الأحوج إلى الإخلاص والتفاني في العمل.
ولأننا على مسافة أيام من الاستحقاق التشريعي، تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة في الوقوف إلى جانب الوطن ومعه في اختيار الأكفأ والأكثر قدرة على نقل هموم الشارع ومشكلاته إلى مجلس الشعب وعرض المطالب الخدمية والاقتصادية على السلطة التنفيذية.
ولا ضير في رفع نسبة تمثيل المرأة وهي القادرة على ترتيب مجتمعها كما ترتيب بيتها الداخلي بالوعي والثقافة وبتجربتها الغنية وملامستها المباشرة لمعاناة الناس وهمومهم واحتياجاتهم، وتستطيع حقاً أن تصنع فرقاً.
رؤية – فاتن أحمد دعبول