في ظل احتدام المنافسة في مسابقاتنا المحلية سواء تعلق الأمر بالدوري الممتاز لكرة القدم أو بمسابقة كأس الجمهورية، ومع وجود آمال بنسب متفاوتة لدى عدة فرق للفوز بلقب المسابقتين المذكورتين أو للنجاة والبقاء في عداد الدرجة الممتازة بالنسبة لمسابقة الدوري، ومع مرور أداء الحكام بعدة مطبات خلال أطوار الموسم الكروي، حيث كان العنصر التحكيمي مثيراً للجدل في عدة مناسبات، ومع تراشق الاتهامات بين الفرق المتنافسة في حيثية وجود وعدم وجود التنافس الشريف للتأثير على بعضها بعضاً، وأيضاً بعد الأصوات التي تعالت مطالبةَ بإلغاء الدوري هذا الموسم بسبب جائحة كورونا، يمكن القول مع كل المعطيات السابقة أن الموسم الكروي الحالي هو الأصعب على كرتنا منذ عدة سنوات والسبب لا يعود بالدرجة الأولى لاحتدام المنافسة في مسابقاتنا ولكنه يعود قبل كل شيء لما يمكن وصفه بالعوامل السلبية والمنغصات كغياب ثقافة الفوز والخسارة لدى عدد لا بأس به من القائمين على فرق الدوري وتبني هؤلاء القائمين نظرية المؤامرة لتبرير الفشل والإخفاق.
طبعاً من غير المنطقي الحديث عن أخطاء تحكيمية مقصودة ارتكبها الحكام عمداً لأن شيئاً لا يُثبت ذلك ومن غير المقبول أيضاً ما طرحه وتبناه البعض في ادعاءات وجود شبهات بنتائج الدوري وذلك لذات السبب وهو عدم وجود دليل على كل ما تم طرحه ونشره من ادعاءات.
بالمقابل يطلب الكثير من القائمين على كرتنا اتخاذ قرارات حاسمة وعادلة وجريئة بأقصى سرعة ممكنة مع تحقيق العدالة التي ترتجيها الأطراف كافة في تناقض كبير بين طبيعة ما هو مطلوب والوقت المتاح لتحقيقه.
بصراحة فإن التناقض المذكور ونظرية المؤامرة التي أشرنا إليها وكذلك غياب ثقافة الفوز والخسارة لدى عدة أطراف جميعها عوامل وتّرت الأجواء وأوضحت إلى حد بعيد كيف تغيب العقلانية عن الكثير من الآراء والأفكار التي تم طرحها وهو أمر نعتقد أن اتحاد الكرة تنبه إليه بشكل مسبق ولذلك مضى في مشوار الدوري والكأس دون الإذعان والالتفات لكل المنغصات الآنفة الذكر.
ما بين السطور – يامن الجاجة