انطلق اليوم أبناء الوطن ومنذ الصباح الباكر لاختيار ممثليهم لمجلس الشعب ،وذلك انطلاقاً من أهمية هذه التجربة الديمقراطية ،ورغبة منهم في أداء الواجب الوطني المتمثل في اختيار الأشخاص القادرين على تحمل المسؤولية والعمل بجد لبناء سورية القوية والمتطورة فالمشاركة في هذه المناسبة رد على القوى والدول الغربية التي حاولت زعزعة استقرار سورية وتعطيل مؤسساتها الدستورية .
ونحن اليوم ومن خلال مشاركتنا في هذا العرس الوطني بامتياز ،إنما نمارس حقنا الدستوري في اختيار الأشخاص القادرين على تمثيلنا بشكل صحيح ،لأنها مسؤولية كبيرة ويجب على الجميع تحملها إذا ما أردنا بناء مجتمع قوي ومتماسك يطوي صفحة الحرب ،ناهيك بما لهذه المناسبة من أهمية بالغة في تعزيز المسيرة الديمقراطية ،واختيار أعضاء قادرين على ممارسة مهامهم في تطوير وتحديث القوانين بما يتناسب مع الواقع الراهن ،والتركيز على تحسين الواقع المعيشي في ظل الأوضاع الحياتية القاسية التي نعيشها .
فعندما نختار اليوم من هو أهل للمرحلة القادمة هو أقل ما يمكن فعله انطلاقاً من واجبنا الوطني ،كونه يتوجب على أعضاء مجلس الشعب أن يكونوا ملمين بالقوانين وبكل الأعمال التي تقوم بها مختلف الوزارات من أجل مراقبة عملها ومحاسبتها إن اقتضى الأمر مع أهمية تعديل بعض القوانين مثل قانون العمل وقانون السلطة القضائية وقانون أصول المحاكمات وغير ذلك من القوانين التي تمس حياة الناس ،كون المرحلة التي نعيشها تتطلب جهداً استثنائياً لمحو آثار الحرب الظالمة ،مع الاخذ بعين الاعتبار ضرورة تغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية عند اختيارنا للمرشحين ،لأن تكاتف الجميع مع بعضهم يلعب الدور الأبرز في اختيار مجلس أفضل من السابق.
ونشير هنا إلى أنه باختيارنا اليوم للمرشح الأقدر والأكفأ إنما نستطيع أن نواجه من خلاله الحصار الاقتصادي الجائر والمفروض علينا ،وهذا يتطلب رجالاً قادرين على تحسين الوضع المعيشي وإعادة الخدمات إلى المناطق المحررة ،ونعتقد أن أمام المجلس القادم ملفات كبيرة وكثيرة ولا بد أن يكون الذين سنختارهم اليوم على استعداد لمناقشتها ووضع الحلول المناسبة لها ومنها تحسين الوضع المعيشي لجميع المواطنين .
حديث الناس – اسماعيل جرادات