في الصيف.. ماذا أعددنا لأطفالنا

ثورة أون لاين – أيمن الحرفي:

هو عام ليس كالأعوام السابقة، فبعد انقطاع عن الدراسة لأشهر بسبب مرض كورونا والإجراءات الاحترازية التي قضت بالتباعد المكاني وبالتالي الانقطاع عن الدراسة والبقاء في المنزل وابتعاد أطفالنا عن رفاقهم وبالتالي حرمانهم هذا اللقاء الاجتماعي أتت فترة الامتحانات بما فيها من ترقّب وانتظار وتتويج لأشهر الدراسة والاختبارات والوظائف وأطفالنا توّجوه بالنجاح فكانت الفرحة لهم ولأسرهم، من حقّهم إذاً بعطلة فيها المرح والمتعة والسرور تكون مكافأة لهم على جهود بذلوها ونتائج حقّقوها .
لكن هناك من يترّبص بهؤلاء الأبناء لإيقاعهم في مهاوي الخطر، هؤلاء الأعداء هم عبارة عن مؤسسات وتقنيات تغلغلت في حياة الأبناء، فبعد أن أخذنا إجراءاتنا في الوقاية من فيروس كورونا نخاف أن يقع أبناؤنا ضحية « فيروسات» أخرى تنخر بهم وتحرف سلوكياتهم عن السبيل السوّي، فإذا ما استسلم لها وقع في مهاوي الفوضى والضياع .
إنّ الأجهزة التقنيّة الحديثة بما جهّزت من برامج مثيرة وألعاب لافتة تحاصر الأبناء، وتبهر عقولهم فيقعون في أسر الألعاب الإلكترونية خاصة وأن أجهزة الجوال صارت في متناول الجميع، وشبكة النت صارت مفتوحة ومتاحة وبعد احتلالها لعقولهم سرقت أوقاتهم وسلبتهم كلّ إبداع وتفكير منطقي فأمسكت بتلابيب مخيلاتهم وأبعدتهم عن محيطهم إلى عالم آخر مآله المشكلات الاجتماعية والثقافية والأخلاقية ، وصدقت الحكمة القائلة: (أولادكم ليسوا لكم أولادكم هم أبناء الحياة مخلوقون لزمان غير زمانكم).‏
فمع تسارع التحوّلات المعاصرة التي لم تترك منحىً من مناحي الحياة إلا وكان له نصيب فيها، ويصدق هذا أكثر ما يصدق على الجيل الناشئ من فتيات وشباب لأنهم الأكثر انخراطاً في تسارع هذه التحوّلات لتحقيق أهدافها، ولا يخفى على أحد أّنّ هذا الجيل تتنافس عليه العولمة عبر شباكها المدهشة والمثيرة والتي أحدثت فجوة في المفاهيم بين الأجيال وفي العلاقات الأسرية وتحوّل العالم من قرية تتمسّك بالقيم والمبادئ والأخلاق ضمن أسرة كلّ بيت يسود فيه الاحترام للأب والأم ويسود التفاهم بين أبناء هذه القرية إلى قرية معولمة تسود فيها الماديات على حساب الانسانيات..
وهناك من له تأثير بالغ على أبنائنا في هذه العطلة كالفضائيات وأجهزة الإعلام والتواصل والأصدقاء وكلّ هذه الوسائل لها الدور الإيجابي في صقل الأبناء، ولكن ما جعلها تتحوّل إلى السلبي غياب الأب والأم عن متابعة ومراقبة الأبناء، فالأم أصبحت تأتي متعبة من العمل ولا وقت لديها لتلبية طلبات أبنائها، والأب يسعى لتحصيل رزقه ونتساءل بعدها لماذا انحرف ابننا؟، وتبدأ بعدها سلسلة الاتهامات فالأب يتّهم الأم وبالعكس، والضحية هو الطفل الذي فقد بوصلة التربية السليمة وبالتالي فقد هويته وحقه كطفل.
نحن كأهل لا نستطيع حجب الفضائيات عن الأولاد ولا نستطيع أن نوقف زحف الإعلام ولا زحف الثقافات الوافدة بما فيها من أنماط وسلوكيات مزعجة تهدد الأسرة بالاستسلام، وهكذا نرى أن موازين الأمور اختلت واختلف المطلوب منّا لتربية الأولاد وأصبح مطلوباً بذل أضعاف ما كان مطلوباً منّا في السابق، وبالتالي أساليب و طرق التربية اختلفت بهذا المتغيّر الزماني وبهذا المنعطف الإلكتروني.

فالزمن والتحولات والتحديات والأخطار والمتغيرات والمستجدات تعصف و تدخل بكل شيء.. وهنا ينبه الباحث الاجتماعي والتربوي عبد العزيز الخضراء أن أولادكم بحاجة لكم وهم ينتظرون منكم المبادرة لإنقاذهم من هذا المعترك وان لم يفصحوا بذلك ما الحل ؟؟ الحلّ بأيدكم عبر بناء علاقة جديدة مع الأبناء تتسم بالحوار الهادئ والبناء والاحترام والاعتبار والتشجيع على الإيجابيات ومد جسر الثقة المتبادلة ولا يحقق ذلك إلا بالصبر والإصغاء الفعال مع الاستمرارية بالمدح الموضوعي للوصول إلى قناعات مشتركة و نتائج إيجابية ويساعد على ذلك التواصل الودود تحت مظلة الحب والحنان بعيداً عن التشنج والغضب والعصبية، نعود إلى طرحنا الأول و عنواننا الكبير أطفالنا في هذا الصيف ماذا اعددنا لهم من برامج و أنشطة و زيارات لتملأ هذا الفراغ بالمفيد و الإيجابي.. الأسر و العائلات بحاجة إلى الذهاب للبحر أو للجبل أو للذهاب لمزرعة لقضاء عطلة جميلة و الترويح عن النفس و لكن هذا النشاط مكلف جدا في ظل ظروف اقتصادية لا تسمح للكثير للقيام به .. ما الحل ؟ يمكن المشاركة بين عدة أسر لتخفيف التكلفة فيما بينهم و لو لعدة أيام.. و لكن العطلة طويلة و تتطلب نشاطات و التسجيل بها أيضا له تكلفته خاصة و أن أغلبها يستهدف الربح المادي قبل البحث عن الفائدة الإيجابية للطفل .. عندها نبحث عن نشاطات تقوم بها مؤسسات الدولة أو النوادي الشعبية كمشروع ” بكرا إلنا ” الذي تقوم به وزارة التربية بالتعاون مع محافظة دمشق عبر إقامة نشاطات رياضية و فنية و موسيقية و فكرية تستوعب الأطفال، و يمكن أيضا التسجيل بنشاطات و فعاليات وزارة الثقافة عبر مراكزها الثقافية أو معاهد الثقافة الشعبية، كما يمكن تنظيم رحلات لأطفال الحي الواحد إلى الأماكن الأثرية و المنتزهات و المسابح ، أو إقامة نشاطات رياضية بين أبناء حي معين و حي قريب أو مجاور .. كما يمكن توجيه أطفالنا إلى الألعاب الالكترونية المفيدة التي تعتمد على البحث عن حلول لألغاز أو أحجيات أو مسائل في الرياضيات أو الفيزياء أو العلوم الأخرى ضمن أسلوب سهل وممتع .
طفلنا كما هو بحاجة إلى الغذاء المتوازن واللباس المناسب والمسكن الآمن فهو بحاجة إلى اللعب والترفيه أبناء شخصية متوازنة سليمة ناجحة بالحياة، فهل فكّرنا في عطلة مناسبة لأولادنا؟.

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها