الإرهاب الصهيوني المتواصل، لا شك أنه جزء من عملية تكامل الأدوار بين أقطاب الحلف العدواني الذي تتزعمه الولايات المتحدة، ولا يخرج عن سياق أعمال البلطجة والترهيب التي يمارسها ذاك الحلف لإبقاء سورية وشعبها في دائرة الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية القصوى، فالعدوان الإسرائيلي يوازي بإجرامه ممارسات الاحتلالين الأميركي والتركي في بعض مناطق الشمال والجزيرة، ويحاكي أيضا إرهاب “قيصر” الأميركي، والإجراءات القسرية الأوروبية، حيث إدارة الإرهاب الأميركي لا تزال تراهن على أدواتها وعملائها لترسيخ مشهد سياسي وميداني يتناغم مع أجنداتها الاستعمارية، لتثبيت نفوذها في المنطقة عبر البوابة السورية، لما تشكله سورية من مركز ثقل نوعي، والمراهنة على استمرار استهدافها واستنزاف قدراتها، هدف صهيوني وأميركي بامتياز.
المعركة التي يخوضها الجيش العربي السوري ضد إرهابيي “النصرة وداعش” وكل التنظيمات الإرهابية التي تنضوي تحت رايتهما التكفيرية، هي المعركة ذاتها ضد العدو الصهيوني لأنه شريك أساسي لتلك التنظيمات الوهابية التكفيرية، والجميع يعلم كم مرة سارعت فيها حكومة العدو لنجدة مرتزقتها على الأرض، بالعدوان العسكري المباشر على مواقع الجيش، وفي أكثر من مكان، وكم مرة سارعت فيها لفتح مشافيها أمام المصابين منهم، حتى أن الإرهابي نتنياهو كان يزورهم ويطمئن شخصياً على أوضاعهم الصحية، ما يدل على مدى الترابط العضوي بين الكيان الصهيوني وتلك التنظيمات.
الاعتداءات الصهيونية المتكررة لا يمكن فصلها أيضاً عن مخاوف حكام العدو على مصير كيانهم الغاصب، فبقاء سورية قوية منيعة سيحول دون استكمال مخططاتهم التوسعية في المنطقة، فهي الوحيدة القادرة على إحباط كل المشاريع الصهيو- أميركية المشبوهة وفي مقدمتها “صفقة القرن”، وهي القادرة على حماية واسترجاع كامل الحقوق العربية، ولذلك نجد متزعمي الكيان الصهيوني يمنّون النفس في تحقيق أوهامهم بتدمير سورية ومحاولة إضعافها، وإزاحة دورها القوي والفاعل عن مشهد الأحداث، وهذا سيبقى بكل تأكيد محض وهم وخيال، فسورية ومعها محور المقاومة لن تثنيهما الاعتداءات الصهيونية المستمرة، وأعمال البلطجة والعربدة الأميركية والغربية، عن مواصلة الصمود، وتحقيق المزيد من الانتصارات الميدانية والسياسية، وصولاً إلى اجتثاث الإرهاب من جذوره، وطرد داعميه من كل شبر أرض يدنسونه برجسهم.
البقعة الساخنة بقلم أمين التحرير ناصر منذر