الثورة أون لاين – علاء الدين محمد:
إن معرفة الآخر أو الانفتاح على حضارته عامل مهم من عوامل الازدهار الاجتماعي والثقافي والفكري .. ولكنه عامل مساعد إذا وجد مناخاً مناسباً ، في حين أنه ربما كان عاملاً يعوق أي ازدهار إذا وجد مناخاً ساكناً لا يقبل التحول الذاتي ولا التغيير ، وليس مقبولاً هنا أن نتهم الآخر بأنه المسبب الأول والأخير في تأخرنا.
– عنوان جديد صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب تحت عنوان معايير الشعر في الغرب للكاتب الدكتور خليل موسى ، الكتاب مخصص لمعرفة الآخر، والاقتصار على معرفة جانب من جوانبه، وهو الشعر ونقده عبر التوقف عند المذاهب والحركات الأساسية فيه من دون إهمال الأعلام الكبيرة التي كان لها النصيب الأكبر من الفاعلية ، وليس ذلك لاستعراض التاريخ الشعري والنقدي للغرب بقدر ما هو لمعرفة الآليات التي ارتكز عليها هؤلاء في إرساء معايير نقدية علمية للشعر وتطوره ، على مدى مرحلة زمنية طويلة بدأت بمعايير المشابَهة سواء أكانت خارجية أم داخلية وانتهت الى معايير الاختلاف والمغايرة.
قسم الكاتب كتابه إلى ستة فصول ليسهل على القارئ تناول كل فصل منها بيسر وسهولة ، فالفصل الأول يتضمن معايير المشابهة الشعرية في المحاكاة (من أفلاطون إلى بدايات الرومانسية)، المحاكاة عند أفلاطون ، المحاكاة عند أرسطو ، المحاكاة عند الكلاسيكيين.
الفصل الثاني تضمن النظرية التعبيرية – المشابهة الداخلية – البطل الجديد – سيادة الشعر الغنائي – الصياغة التعبيرية – الشكل العضوي.
أما الفصل الثالث تضمن معايير الشعر في النظريات الرمزية ، الموسيقا الداخلية والأنغام المبهمة – السحر والحلم والرؤيا- الشعر كلمات -اللغة الشعرية -الغموض الشعري وتقنياته -الشعر والصناعة -الشعر المحض ، والفصل الرابع تضمن إليوت الشاعر المنظّر (المشابهة بالدراما) -إليوت الشاعر الناقد -المؤثرات والمكونات في ثقافة إليوت – لاشخصانية الشعر والمعادل الموضوعي -الشعر والموسيقا – الشعر ولغة الحياة اليومية – الشعر والتكثيف -الشعر والأسطورة -الشعر والغموض -الأرض اليباب، والفصل الخامس تضمن معايير الشعر في النظريات السريالية – السريالية : أصولها ومعلموها – السيريالية ضد ومع – تقنيات الشعر السيريالي – وحدة المناخ الشعري في القصيدة السيريالية.
تسعى السيريالية في ثورتها الى التخلص من القيود التي فرضتها الأزمنة الغابرة على القصيدة بدءاً من القيود البلاغية والعروضية إلى القيود الجمالية وهي تطمح إلى تحرير اللاوعي وفتح الطريق أمام حرية الشعر بالكتابة الآلية أو سواها ، ما يتطلب تحطيم إطار اللغة الثابت وقوانين الكلام ، فإذا كان الشعراء أحراراً كانت اللغة الشعرية في أبهى صور لها ، وإذا كانت السيريالية تصبو إلى الكشف عن كنه الوجود بالمخيلة المبدعة الطليقة فهي إذاً تثور على المنطق، بحيث يغدو كل ما هو منطقي عبئاً ثقيلاً عليها ، وهكذا تصبح القصيدة ضد العقل والمنطق والجمال ، وكل ما يقف إزاء حركتها.
بينما الفصل السادس تضمن الشعر ومعاييره بعد السيريالية (الحداثة ومابعدها).
لا شك أن الكتاب موجه لشريحة معينة من المهتمين والمختصين والنخبة بهذا المجال وليس للقارئ العادي.