الثورة أون لاين :
طوّر باحثون في معهد بيوفرونتيرز في جامعة كولورادو بولدر اختباراً سريعاً ومحمولاً بغية الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد عن طريق فحص اللعاب، وتصدر نتائج الاختبار الجديد خلال 45 دقيقة، وقد يستخدم هذا الاختبار في أماكن معيّنة مثل المدارس والمصانع، ويبذل الباحثون جهوداً لإجراء اختبارات لتأكيد نتائج الاختبار والحصول على الموافقة القانونيّة.
قال نيكولاس ميرسون الباحث في المعهد «نواجه نقصاً خطيراً في الاختبارات في الولايات المتحدة الأميركيّة في الوقت الحالي، إذ يرغب الكثير من الناس في إجراء فحوصات للكشف عن الإصابة بالفيروس، لذلك طوّرنا اختباراً تصدر نتائجه خلال وقت قصير».
فقد صُمم الاختبار لإجراء فحص واسع النطاق للمساعدة في تحديد الأفراد الذين لا يعانون من الأعراض، إذ أظهرت الأبحاث أنّ نسبة الأشخاص المصابين بالفيروس دون ظهور أعراض واضحة عليهم تصل إلى نسبة 70% من الحالات مع استمرار إمكانيّة نقل المرض لغيرهم.
فيجب على الشخص البصق في أنبوب الاختبار وإضافة محلول خاص له ذي لون وردي، ثم إغلاقه وتسليمه إلى فريق الاختبار، والذي سيجري عدّة عمليات للكشف عن الفيروس، وإذا تحوّل لون العيّنة بعد ذلك من اللون الوردي إلى الأصفر، فهذا يعني أنّ نتيجة الاختبار إيجابية وأن الشخص مصاب بفيروس كورونا المستجد.
ويقول الباحثون إنّ عدم الحاجة إلى أخذ مسحات من المرضى وإلى معدّات معقّدة سيساعد في توفير الاختبار الجديد، ما سيحدّ من مشكلات تراكم الاختبارات ونقص المواد الأولية، فتحتاج الاختبارات الحاليّة إلى إجراء تحليلات في مختبرات ذات أجهزة معقّدة، ويمكن أن تصل فترة انتظار النتائج إلى تسعة أيام.
يعتمد الاختبار الجديد على طريقة قديمة تدعى التضخيم الحراري للحمض النووي بوساطة حلقة النسخ العكسي والتي استخدمت سابقاً للكشف عن فيروس زيكا في المناطق النائية من أميركا الجنوبية.
ستُسخن العيّنة بعد جمعها لتحرير أيّ جينوم فيروسي موجود في سائل الاختبار، ثم توزّع هذه العيّنة على ثلاثة أنابيب يحتوي كلّ منها على خليط إنزيمي مخصّص – يخضع عند تسخينه إلى درجة حرارة معيّنة – لتفاعل كيميائي عند وجود المادة الوراثية للفيروس، ما يؤدّي إلى تغيّر لون الخليط، وللتأكّد من دقة الاختبار أجرى الباحثون ما يُعرف باسم «التحقق السريري المبتكر» إذ جمع الباحثون 60 عينة من اللعاب ثم أضافوا فيروس كورونا المستجد المعطّل مخبريّاً إلى 30 عيّنة منها، وأرسلوها إلى مختبر آخر لتحليلها بواسطة تقنية التضخيم الحراري للحمض النووي بوساطة حلقة النسخ العكسي، حيث استطاع الاختبار الجديد التعرّف على جميع العيّنات السلبية وتحديد 29 عيّنة إيجابية من أصل 30 عينة.
ذكر المؤلفون أنّ حساسيّة الاختبار أقلّ قليلاً من حساسيّة الاختبارات التي تُجري في المختبرات السريرية، لكن الباحثين وجدوا أن توفير الاختبار السريع أكثر أهمية في الحدّ من انتشار الفيروس من حساسيّة الاختبار.
لم يحصل الاختبار بعد على موافقة إدارة الغذاء والدواء، لكنّ الفريق قدّم طلباً مستعجلًا، ويحاول الفريق إجراء المزيد من اختبارات التحقّق محليّاً خلال فترة انتظار الموافقة القانونيّة.